أسرار معركة المنصورة الجوية 1973.. كيف أسقط صقور مصر أسطورة التفوق الإسرائيلي في 53 دقيقة

في سماء المنصورة يوم الرابع عشر من أكتوبر 1973، كتب التاريخ صفحة لا تنسى حين تحولت دلتا النيل إلى ساحة صراع جوي شرس، استمرت المعركة ثلاثًا وخمسين دقيقة كاملة، امتلأت فيها السماء بصوت المحركات وصراع الأبطال، لتشهد واحدة من أعظم المواجهات الجوية في القرن العشرين.
أسرار معركة المنصورة الجوية 1973
بدأت القصة في السادس من أكتوبر عندما فاجأت مصر وسوريا العدو بهجوم منسق، هدفه استعادة سيناء والجولان، وفي الأيام الأولى ضربت القوات الجوية المصرية مواقع العدو بقوة ودقة، مما دفع إسرائيل إلى التفكير في ضربة انتقامية كبيرة تستهدف قلب الدفاع الجوي المصري، قاعدة المنصورة الجوية التي اعتبرت قلعة الصمود في تلك الحرب.
مع صباح الرابع عشر من أكتوبر، انطلقت أكثر من مئة طائرة إسرائيلية من طراز فانتوم وسكاي هوك وميراج، محملة بالذخائر، بهدف تدمير القاعدة الجوية، لكن الطيارين المصريين كانوا على أهبة الاستعداد، فأقلعت ستون طائرة من ميج 21 وسوخوي 7 بسرعة هائلة، يقودها صقور امتلأت قلوبهم بالإيمان وحب الوطن، لينطلقوا نحو مواجهة لا يعرفون لها مثيل.
تحولت سماء المنصورة إلى مسرح أسطوري، حيث أظهرت الطائرات المصرية براعة فائقة في المناورة والهجوم، بينما حاولت الطائرات الإسرائيلية فرض هيمنتها بأعدادها وتسليحها، ومن الأرض، تولت محطات الرادار مهمة التوجيه بدقة متناهية، لتتحول المعركة إلى لوحة منسقة بين الطيارين وقوات الدفاع الجوي، وكأنها سيمفونية كتبت بإيقاع النصر.
وعندما انقشع دخان المعركة، كانت النتيجة صادمة للعدو، سقطت سبع عشرة طائرة إسرائيلية في سماء الدلتا، بينما لم تخسر مصر سوى طائرتين أو ثلاث، و كان الانتصار واضحًا كالشمس، ليؤكد أن الإرادة تفوق قوة السلاح، وأن سماء مصر ليست مفتوحة أمام من يتوهم السيطرة عليها.



