فارس العرب الذي قطع خرطوم الفيل بسيفه.. سيرة عمرو بن معدي كرب الزبيدي

في زمن كانت الصحراء تكتب قصص البطولة وتردد صدى الفرسان، برز اسم عمرو بن معدي كرب الزبيدي، الملقب بفارس العرب وصاحب سيف الصمصامة الذي بث الرعب في القلوب. وُلد عمرو عام 525م تقريبًا، ونشأ في قبيلة زبيد فارسا يافعًا يقود الغارات ويثير الحماسة في ميادين القتال.
من هو عمرو بن معدي كرب الزبيدي
وفي العام التاسع للهجرة، توجه عمرو مع عشرة من قومه إلى المدينة المنورة، حيث أعلن إسلامه بين يدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمع منه وروى عنه. لكن بعد وفاة الرسول ضعف إيمانه فترة قصيرة، فارتد في اليمن قبل أن يعود مجددًا إلى الإسلام بإرادة قوية. ومع خلافة أبي بكر الصديق شارك في معارك الشام، وكان حاضرًا في معركة اليرموك التي فقد فيها إحدى عينيه، لكنه لم يفقد عزيمته.
ومع عهد عمر بن الخطاب، أرسل الفاروق كتابًا إلى سعد بن أبي وقاص بالعراق يخبره أنه أمده بألفي مقاتل يتقدمهم عمرو بن معدي كرب وطليحة بن خويلد، وقال له شاورهما في الحرب ولا تولهما شيئًا. وفي معركة القادسية، حين كادت الفيلة أن تربك صفوف المسلمين، برز عمرو كفارس أسطوري. فأمر أحد رجاله أن يترس عنه، ثم اندفع نحو فيل ضخم وضرب خرطومه بسيف الصمصامة فقطعه، فارتبكت الفيلة وتراجعت جموع الفرس، فاندفع المسلمون وحققوا النصر. وكان عمرو حينها قريبًا من المئة عام، لكنه قاتل بقلب شاب.
ولم يكن عمرو فارسا فقط، بل كان شاعرًا بليغًا ترك أبياتًا خالدة تفيض بالحكمة والعبرة. ومن أبرز ما قال: لقد أسمعت لو ناديت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادي، ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في الرماد. فأصبح شعره مضرب مثل لكل من لا يستجيب للنصح.



