وطنيات

محمد فريد: بطل سويسي في مقاومة الاستعمار البريطاني

أسماء صبحي – يعد محمد فريد أحد الشخصيات البارزة في تاريخ مصر السياسي ولقب بـ”أب الحركة الوطنية”. وله دور محوري في مقاومة الاحتلال البريطاني. ولد في مدينة السويس عام 1868، وقد ظهرت مواهبه السياسية منذ سن مبكرة. كما يعد شخصية معقدة ورمزًا من رموز الكفاح الوطني ضد الاستعمار. حيث خاض معركة فكرية ونضالية من أجل الحرية والاستقلال.

نشأة محمد فريد

ولد فريد في مدينة السويس في عائلة ذات خلفية ثقافية مرموقة، مما أتاح له الفرصة للحصول على تعليم مميز. وبدأ تعليمه في المدارس الفرنسية ثم انتقل إلى المدارس الإنجليزية، حيث أظهر تفوقًا ملحوظًا في دراسته. ثم توجه إلى أوروبا لدراسة القانون، حيث تأثر بالمفاهيم السياسية الحديثة التي كانت سائدة في تلك الفترة. وهذه التجربة التعليمية جعلته يعود إلى مصر بفكرٍ سياسيٍ جديدٍ يهدف إلى تحقيق الاستقلال الوطني.

عندما عاد فريد إلى مصر، لم يكن في ذهنه مجرد دراسة القضايا القانونية. بل كان له هدف أسمى وهو التحرر من الاستعمار البريطاني. وبفضل خلفيته الثقافية وعلاقاته بالعديد من الشخصيات السياسية في تلك الفترة. أصبح فريد من أبرز الوجوه الوطنية التي كانت تسعى لتوحيد القوى المصرية ضد الاستعمار. كما انضم إلى العديد من الحركات السياسية التي كانت تدعو إلى الاستقلال، مثل “الوفد” الذي كان يقوده سعد زغلول.

مؤتمر 1919 ودوره البارز

كان عام 1919 عامًا فارقًا في تاريخ مصر، حيث اندلعت ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني. وظهر محمد فريد بوضوح في هذا الحراك الوطني. وفي هذا العام، أسس فريد العديد من المنشورات السياسية التي تدعو إلى الاستقلال. وقد شارك في العديد من الاحتجاجات والمسيرات التي اجتاحت المدن المصرية.

وفي هذا السياق، كان لمؤتمر 1919 دور كبير في توحيد صفوف المصريين ضد الاحتلال البريطاني. حيث كان فريد من بين المدافعين عن مطالب الاستقلال في هذا المؤتمر.

وكان لفريد فكر سياسي متميز، حيث كان يعتقد أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقلال المصري. كما كان يرفض أي نوع من أنواع التنازل عن حقوق مصر السيادية. وكان يشدد على ضرورة إعادة بناء الدولة المصرية بعيدًا عن هيمنة القوى الاستعمارية. ووصف بأنه مفكر ذو بعد استراتيجي في تحليلاته السياسية.

التهديدات والضغوط السياسية

طوال فترة نضاله السياسي، تعرض فريد للعديد من التهديدات من قبل السلطات البريطانية، إلا أنه استمر في مقاومته. وكان يرفض التفاوض مع المحتل، مما جعله مستهدفًا من قبل القوى الاستعمارية. وقد دفع ثمن نضاله باهظًا، حيث تم نفيه خارج البلاد لبعض الوقت ولكن ذلك لم يثنه عن مواصلة المسار الذي اختاره.

توفي فريد في عام 1919، وهو في ذروة نضاله. ورغم أنه لم يشهد في حياته استقلال مصر، إلا أن إرثه السياسي والفكري لا يزال حيًا في الذاكرة الوطنية المصرية. فقد ترك وراءه نموذجًا للتضحية والكفاح من أجل الحرية، وأصبح أحد رموز الثورة الوطنية المصرية.

ويقول الدكتور عادل عبد الله، أستاذ التاريخ بجامعة السويس، إن محمد فريد يمثل أحد أعمدة النضال الوطني في مصر. ولا يمكن الحديث عن تاريخ السويس دون التطرق إلى دوره العظيم في مقاومة الاستعمار البريطاني. كما كان بمثابة البوصلة التي قادت الشعب المصري نحو الاستقلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى