وطنيات

من هو البكباشي يوسف الصديق؟.. منقذ ثورة 23 يوليو

أميرة جادو

يعتبر البكباشي “يوسف صديق” أحد أهم أبطال تنظيم الضباط الأحرار، ومنقذ ثورة يوليو المجيدة، بطل حقيقي أشاد به التاريخ قال عن الثورة في مذكراته “كانت ثورة23 يوليو1952م تعتبر بمثابة الشرارة الأولي التي اندلعت في حركة تحرير الشعوب بعد الحرب العالمية الثانية. ـ فإنني أسجد لله شكرا علي أن هيأ لي مع ضعف صحتي وقوتي أن أكون الشرارة الأولي التي اندلعت في هذه الثورة الخالدة”.

من هو منقذ الثورة ؟

– ولد يوسف الصديق في 3 يناير 1910 بقرية الواسطة بمركز الواسطة محافظة بنى سويف من عائلة نشئت على حب الوطن والدفاع عنه، فقد كان كل من والده وجده ظباط بالجيش المصري فقد أشترك والده فى حرب السودان، وأٌقام بها مدة خدمته حتى توفى في عام 1911 م .

– بعد إتمام دراسته الثانوية التحق “يوسف” بالكلية الحربية وتخرج منها في عام 1933 م ، ألتحق بإحدى كتائب السلوم , ومن هنا بدأ يمارس نشاطه السياسي، وظهر انتمائه للاتجاه اليساري، ومن الجدير بالذكر أن “يوسف” كان مهتم “بالاقتصاد والتاريخ”.

– عند قيام الحرب العالمية الثانية عام 1939 م أشترك في القتال الذى دار في الصحراء الغربية، كما شارك في حرب فلسطين عام 1948 م وأستطاع أن يحتل نقطة مراقبة مهم على خط الدفاع و أطلق الضباط على تلك المنطقة التي أخذها “شريط يوسف الصديق ” .

– أنضم “يوسف” الى تنظيم الضباط الاحرار بعد حرب فلسطين ب 3 سنوات، حيث عرض عليه النقيب وحيد جودة رمضان الانضمام لهم، ولم يتردد يوسف الصديق في ذلك لحظة وأنضم اليهم .

دوره في ثورة يوليو

– عندما قرر الظباط الاحرار القيام بثورة يوليو للتخلص من فساد نظام الحكم و تحكيم الحياة الديمقراطية فى مصر بعد تقديم الموعد لاكثر من مرة تقرر القيام بالثورة ليله 23 يوليو فى الساعة 12 منتصف الليل، ولكن “جمال عبد الناصر” عاد وعدل الموعد مرة أخرى فى الى الساعة الواحدة صباحا، وابلغ جميع الظباط الحرار ماعدا “يوسف الصديق” وذلك لانه كان موجود فى معسكره فى الهايكستب فكان فى ذلك صعوبة فالوصول اليه فأتروا أنتظاره فى الطريق وتبليغه بالمعياد الجديد.

– تحرك يوسف من معسكره فى المعاد المحدد الاول وهو الساعة 12 منتصف الليل , معه مجموعة من جنودة وفى الطريق الى مقر القيادة المحدد، وبمجرد خروجه من المعسكر فوجئ باللواء عبد الرحمن مكى قائد الفرقة يقترب من المعسكر – فقد كان موعد الثورة الجديد قد تسرب الى القصر الملكى، ووزع الملك رجاله للقبض على الظباط الاحرار – فقام يوسف بالقبض على اللواء .

– وفى الطريق وعند اقتراب يوسف الصديق و فرقته من مصر الجديد، فوجئ ايضا باللواء عبد الروؤف عابدين وقد جاء لنفس السبب الذى جاء من أجلة اللواء الاول وهو ضمن محاولات أفشال الثورة فقام يوسف بالقبض عليه أيضا .

– وبعد هذا تقابل يوسف الصديق مع كل من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، وهنا دار الجدل بين الظباط حيث صمم جمال عبد الناصر أن يعود يوسف الى معسكره حتى يعود فى الساعة الواحده صباحا، حسب المعاد الجديد الذى حدد، ولكن يوسف الصديق ظل يؤكد لجمال عبد الناصر أن موعد الثورة الجديد قد تم تسريبه واى انتظار يؤدى حتميا الى فشل الثورة ولكن أصر كل من الرجلان على موقفه، لم ينصت “يوسف”  الى كلامهم وأكمل طريقه.

خطة يوسف الصديق

– بعد ذلك ‏أعد‏ ‏يوسف‏ ‏خطة‏ ‏بسيطة‏ ‏تقضي‏ ‏بمهاجمة‏ مبنى قيادة الجيش وبالفعل وصل يوسف إلى المبنى وقام ‏يوسف‏ ‏صديق‏ ‏وجنوده‏ باقتحام ‏مبنى ‏القيادة‏ بعد معركة قصيرة مع الحرس سقط خلالها اثنان من جنود الثورة؟ واثنان من قوات الحرس ثم استسلم بقية الحرس فدخل يوسف مع جنوده مبنى القيادة ‏وفتشوا‏ ‏الدور‏ ‏الأرضي‏ ‏وكان‏ ‏خاليا‏ً، ‏وعندما‏ ‏أراد‏ ‏الصعود‏ ‏إلى‏ ‏الطابق‏ ‏الأعلى‏ اعترض‏ ‏طريقهم‏ ‏شاويش‏ ‏حذره‏ ‏يوسف‏ ‏لكنه ‏أصر‏ ‏على‏ ‏موقفه‏ ‏فأطلق‏ ‏عليه‏ ‏طلقة‏ أصابته‏ ‏في‏ ‏قدمه،‏ ‏وعندما‏ ‏حاول‏ ‏فتح‏ ‏غرفة‏ ‏القادة‏ ‏وجد‏ ‏خلف‏ ‏بابها‏ ‏مقاومة‏ ‏فأطلق‏ ‏جنوده‏ ‏الرصاص‏ ‏علي‏ ‏الباب‏ ‏ثم‏ ‏اقتحموا‏ ‏الغرفة، ‏وهناك‏ ‏كان‏ ‏يقف‏ ‏الفريق‏ حسين‏ ‏فريد‏ ‏قائد ‏الجيش‏، ‏والأميرالاي‏ ‏حمدي‏ ‏هيبة‏ ‏وضباطاً ‏آخر‏ين أحدهم برتبة عقيد وآخر غير معروف ‏رافعين‏ ‏منديلا‏ً ‏أبيضا‏ً، فتم القبض عليهم ‏حيث‏ ‏سلمهم‏ ‏لليوزباشي‏ ‏عبد‏ ‏المجيد‏ ‏شديد،‏ ‏ليذهب‏ ‏بهم‏ ‏إلى‏ ‏معسكر‏ ‏الاعتقال‏ ‏المعد‏ ‏حسب‏ ‏الخطة‏ ‏في‏ ‏مبنى‏ ‏الكلية‏ ‏الحربية‏.‏

وبذلك يعتبر يوسف صديق هو بطل الثورة الحقيقي الذي أنقذ ثورة يوليو من الانتكاسة في اللحظة الأخيرة وهو الذي نفذ خطة الاستيلاء على قيادة الجيش، ومن ثم السلطة بأسرها في مصر في ذلك التاريخ (الساعة الثانية عشرة مساء 22/23 يوليو 1952).

يوسف الصديق في عيون المؤرخين

– أثنى العديد من المؤرخين على دور يوسف الصديق في ثورة يوليو، حيث قال عنه “لطفى واكد” انه هو بطل مصر, وقال عنه “أحمد حمروش” يوسف الصديق :المهنة بطل .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى