رحيل البابا فرنسيس وسط طقوس مختلفة.. بابا التواضع يكسر تقاليد الفاتيكان

أعلن الفاتيكان وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز الثامنة والثمانين، بعد معاناة مع أزمة صحية استمرت عدة أسابيع، حيث تعرض لمشكلات في التنفس نقل على إثرها إلى مستشفى جيميلي في روما لتلقي العلاج، لكنه لم يتمكن من تجاوز تلك الأزمة.
رحيل البابا فرنسيس
اختار البابا فرنسيس منذ وقت سابق أن يكسر بعض التقاليد التي اتبعها من سبقوه، فأجرى تعديلات كبيرة على مراسم جنازته، حيث قرر ألا يعرض جثمانه بعد وفاته، وأراد أن تكون الطقوس بسيطة تعكس روحه المتواضعة ورؤيته الخاصة التي طالما تمسك بها خلال فترة بابويته.
وفاة البابا أدت إلى بدء فترة الحداد الرسمية التي تستمر تسعة أيام، وتعرف باسم نوفينديالي، وهي كلمة لاتينية تشير إلى طقوس الحداد البابوية. خلال هذه الأيام، تقام الصلوات والقداسات في الكنائس حول العالم، كما تُنظم مراسم تشييع خاصة، يحضرها قادة الدول والآلاف من المصلين، بينما يُنقل جثمان البابا إلى كاتدرائية القديس بطرس، حسب ما جرت عليه العادة، غير أن فرنسيس قرر ألا يتبع هذا التقليد بحذافيره.
في عام ألفين وثلاثة وعشرين، عبّر البابا فرنسيس عن رغبته في أن يُدفن في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في روما، ليبتعد بذلك عن تقليد دفن البابوات السابقين في سراديب الفاتيكان أسفل كنيسة القديس بطرس، حيث اعتادوا وضع جثامينهم داخل توابيت حجرية ضخمة متعددة الطبقات، بينما قرر فرنسيس أن يكون تابوته بسيطاً مصنوعاً من الزنك.
وأفادت صحيفة ديباتي الإسبانية أن التعديلات التي أدخلها البابا على مراسم جنازته جاءت في إطار رؤيته الخاصة لتجديد بعض الطقوس القديمة، وقد أعلن عنها بنفسه قبل عام واحد فقط من وفاته، لتكون جنازته مختلفة عن أي جنازة بابوية سابقة.
ترك البابا فرنسيس بصمة لا تُنسى في تاريخ الكنيسة، إذ قادها بروح متواضعة ورؤية شاملة لمستقبل أكثر عدلاً ورحمة، وواصل إصلاحاته حتى اللحظة الأخيرة من حياته، فكان حقاً رمزاً لعصر جديد في الفاتيكان، سيظل حاضراً في ذاكرة من تابعوا مسيرته بإعجاب ومحبة.