قبيلة تغلب: صفحات من تاريخ العرب وشعرهم الخالد

قبيلة تغلب بن وائل تنتمي إلى شبه الجزيرة العربية، وتعود جذورها إلى ربيعة بن نزار بن معد. تغلب هي القبيلة الشقيقة لقبيلة بكر بن وائل، التي خاضت معها واحدة من أطول الحروب في تاريخ العرب الجاهلي، وهي حرب البسوس.
تاريخ قبيلة تغلب
تميزت تغلب بفارسها الرمز وائل بن تغلب بن ربيعة، المعروف بكليب، الذي اشتهر بشجاعته وكرامته حتى أصبح المثل يضرب به: “أعز من كليب بن وائل”. كان لكليب أخت متزوجة من لبيد بن عقبة، عامل ملوك كندة على ربيعة، لكنه ظلمها وتعدى عليها. مما دفع كليب إلى قتله. تسبب هذا الحادث في اندلاع حرب واسعة بين ملوك كندة وحمير من جهة، والقبائل المتحالفة مع كليب مثل ربيعة ومضر وإياد وطيء وقضاعة من جهة أخرى، وانتهت الحرب بانتصار ربيعة.
كما توحدت قبائل ربيعة تحت راية كليب بعد النصر، الذي نصب نفسه ملكًا، وحكم بسلطة قوية. لكن هذا الحكم انتهى بمقتله خلال حرب البسوس. خلفه أخوه عدي بن ربيعة، المعروف بالمهلهل، الذي توفي أسيرًا عند عوف بن مالك.
كما واصلت قبيلة تغلب خوض الحروب في الجاهلية وخلال بدايات الإسلام، من أبرزها حربها مع قيس. وفي عام 12هـ، انضمت تغلب إلى جانب الروم في معركة الفراض ضد المسلمين، لكنها سرعان ما وقفت مع العرب في مواجهتهم للفرس بعد عام واحد فقط. لاحقًا، حالفت تغلب الدولة الأموية، واعتنق عدد كبير من أفرادها الإسلام.
تميزت قبيلة تغلب أيضًا بإسهاماتها الأدبية الكبيرة، حيث أنجبت عددًا من أعظم شعراء العرب، مثل المهلهل، وعمرو بن كلثوم صاحب المعلقة الشهيرة، وجابر بن حني التغلبي صديق امرئ القيس، وابن جعل، والنابغة التغلبي، وجميل بن كعب، والأخطل الشاعر الأموي المعروف.
كما تبقى قبيلة تغلب رمزًا خالدًا في التاريخ العربي بفضل مواقفها البطولية وشعرها الذي حفظ ذاكرة العرب عبر الأجيال.