مشايخ القبائل يكشفون عن دور البدو في تحرير سيناء وإثبات أحقية مصر في طابا
أسماء صبحي
تعتبر طابا أصغر مدينة في مصر من حيث المساحة، وهي الجزء الأخير الذي تحرر من سيناء بالسلام عام 1989. بجهود الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، والذي رفض الخوض في حروب أخرى. وقرر تشكيل لجنة لإثبات أن طابا مصرية، واللجوء للتحكيم الدولي للفصل في القضية. ومضت خمس سنوات من المفاوضات وجمع الوثائق المطلوبة والأدلة. حتى صدر الحكم وتم رفع العلم المصري علي طابا صباح يوم 19 مارس 1989. وتحول هذا اليوم إلى عيد قومي لمحافظة جنوب سيناء.
دور بدو سيناء في استعادة طابا
وفي هذا السياق، أكد الشيخ حسين عيد أبو النصير، شيخ قبيلة القرارشة بجنوب سيناء. أن البدو لعبوا أدواراً بطولية مع القوات المسلحة المصرية لتحرير سيناء من أيدي العدو الصهيوني. حيث عملوا كدليل التحرك في دروب سيناء لرصد العدو. كما تدرب بعض البدو على القيام بالاستطلاع ونقل الأخبار إلى الجيش المصري. متابعاً: “إسرائيل حاولت بكل الطرق أن تحول بين البدو والجيش، ولكن الكل رفض واتحدنا مع القوات المسلحة حتى تحررت سيناء”.
وأضاف الشيخ حسين، أن البدو ساعدوا فريق التحكيم الدولي الذي كان يقوم بجمع معلومات عن طابا ليثبت بالدليل أن طابا مصرية. لافتاً إلى أن مشايخ القبائل في طابا تعاونوا مع اللجنة في تحديد العلامة 91 التي حاول المحتل الإسرائيلي تغيير ملامحها وبالفعل عادت طابا إلي مصر. قائلا إن المدينة تحمل ذكري عظيمة في قلوب المصريين منذ قضية التحكيم الشهيرة التي فازت فيها مصر بأحقيتها في طابا.
وأوضح شيخ قبيلة القرارشة، أن أشجار الدوم الموجودة حالياً في ساحة العلم كانت دليل آخر على مصرية طابا. كما تقدم بالتهنئة للرئيس عبد الفتاح السيسي، ومحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة. بالذكرى 49 لانتصارات أكتوبر المجيدة.
أهمية شجر الدوم
ومن جهته، كشف الشيخ سلامة مسمح، شيخ قبيلة الأحيوات في طابا، عن دور جده في إثبات أحقية مصر في طابا. لافتاً إلى أنه كان أحد الجنود الذين ساعدوا فريق لجنة التحكيم. حيث كان يمتلك جزء كبير من شجر الدوم الذي توارثه عن أجداده منذ أكثر من 200 عام. وكان شجر الدوم موضع اهتمام من المحتل الإسرائيلي.
وقال الشيخ سلامة، إن الحاكم العسكرى الإسرائيلى عرض على جده حينها شراء شجر الدوم مقابل حصوله علي مبالغ مالية كبيرة. فرفض وقال له إنه لا يمتلك شيء من شجر الدوم، لأنه ملك الدولة المصرية. وليس له حق في بيعه أو شراءه، ولن يستطيع التفريط في شىء ملك مصر.
وتابع الشيخ سلامة: “بعد فترة حضرله الحاكم العسكرى وطلب منه التوقيع على أوراق للتنازل عن الشجر. فرض جده، التوقيع، ودخل معه في جدال. وقال له (مش هبيع حتى لو هتضربنى بالنار، ومش هتنازل عن الشجر). وتم اعتقاله من قبل القوات الإسرائيلية عقاباً له على رفضه بيع شجر الدوم. وظل في المعتقل لمدة أكثر من 3 سنوات. وخرج في عملية تبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل قبل استلام طابا”.
وأوضح شيخ قبيلة الأحيوات، أن جده وبعض مشايخ القبيلة ساعدوا لجنة التحكيم الدولي. حيث ساهموا في تحديد الوضع الصحيح للعلامة 91 التي أثبتت خط الحدود الذي حددته الدولة العثمانية للفصل بين حدود فلسطين ومصر. متابعاً: “العلامة عبارة عن صخرة كبيرة بين فلسطين ومصر. قام الإسرائيليون بنقلها ضمن 14 علامة حدودية التي وضعتها تركيا وبريطانيا. ودفنوها تحت الجبل، فقام جدي بإدلال اللجنة على العلامة 91”.