خان تنكز في القدس: معلم مملوكي يعكس ازدهار التجارة والحياة الاجتماعية

أسماء صبحي – تعد مدينة القدس موطنًا للعديد من المعالم التاريخية التي تعكس فترات الازدهار الثقافي والتجاري على مدار العصور. ومن بين هذه المعالم المهمة خان تنكز، الذي بني في العصر المملوكي ليكون مركزًا اقتصاديًا وتجاريًا يخدم الحجاج والتجار القادمين إلى المدينة.
تاريخ بناء خان تنكز
تم تشييد الخان عام 1328 ميلاديًا (729 هجريًا) في عهد السلطان المملوكي الناصر محمد بن قلاوون. على يد نائبه في الشام، الأمير تنكز الناصري. وكان الهدف من إنشائه توفير مكان آمن للتجار والمسافرين القادمين إلى القدس. حيث كان يستخدم كمخزن للبضائع ونزل للمسافرين.
يقع الخان في البلدة القديمة للقدس، بالقرب من المسجد الأقصى. وهو بناء ضخم يتميز بتصميم معماري مملوكي أصيل. ويضم فناءً داخليًا واسعًا تحيط به غرف وأقواس حجرية. وتعلوه قباب صغيرة تعكس طراز العمارة الإسلامية في تلك الفترة. كما يحتوي على مداخل كبيرة تسمح بمرور القوافل والجِمال مما يعكس دوره كمركز تجاري حيوي.
دور الخان في الحياة الاقتصادية
لعب خان تنكز دورًا محوريًا في تنشيط حركة التجارة داخل القدس. حيث كان بمثابة نقطة التقاء للتجار القادمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي. كما كان يستخدم لتخزين البضائع وبيعها، كما وفر أماكن إقامة مؤقتة للتجار مما ساعد في ازدهار الحياة الاقتصادية في المدينة.
مع مرور الزمن، تراجع دور الخان تدريجيًا نتيجة للمتغيرات السياسية والاقتصادية التي شهدتها القدس. وخلال الفترة العثمانية، استخدم لأغراض مختلفة، من بينها تحويله إلى ورش صناعية ومحال تجارية. وفي العهد الحديث، تعرض المبنى لبعض الإهمال، لكنه لا يزال يحتفظ بجماله المعماري وأهميته التاريخية.
يعتبر خان تنكز من أبرز المعالم المملوكية في القدس، ويعكس الطابع التجاري والاجتماعي للمدينة خلال العصر المملوكي. كما يدعو خبراء التراث إلى ضرورة الحفاظ عليه وترميمه حيث يمكن تحويله إلى متحف أو مركز ثقافي يعكس تاريخ الحياة التجارية في القدس.