مبنى هيئة قناة السويس في بورسعيد: شاهد على تاريخ الملاحة المصرية

أسماء صبحي – تعتبر مدينة بورسعيد من المدن المصرية ذات التاريخ العريق. حيث تحتضن العديد من المعالم التاريخية التي تعكس مراحل مختلفة من تاريخ مصر، ومن أبرز هذه المعالم مبنى هيئة قناة السويس الذي يعد رمزًا للأهمية الاستراتيجية لقناة السويس ودورها المحوري في التجارة العالمية.
تاريخ مبنى هيئة قناة السويس
تم تشييد المبنى المعروف أيضًا بـ”بيت الأسطول” أو “بيت البحرية” في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869 ليكون أول بناء يُشيد على شاطئ القناة ببورسعيد. وصمم المبنى لاستقبال ضيوف مصر من ملوك ورؤساء دول العالم خلال افتتاح قناة السويس مما يعكس أهميته التاريخية.
يتميز المبنى بطرازه المعماري الفريد، حيث يجمع بين العناصر الكلاسيكية والشرقية. مما يجعله نموذجًا مميزًا للعمارة في تلك الحقبة. كما يعتبر المبنى من أوائل المباني التي شيدت بالخرسانة في مصر والشرق الأوسط مما يبرز التقدم الهندسي في ذلك الوقت.
الاستخدامات التاريخية
خلال الحرب العالمية الأولى، اشترت بريطانيا المبنى ليكون مقرًا لقيادة الجيش البريطاني في منطقة الشرق الأوسط. وبعد جلاء الإنجليز عن مصر في 18 يونيو 1956، رفع الرئيس جمال عبد الناصر علم مصر على المبنى معلنًا استقلال مصر وسيادتها.
واليوم، يستخدم المبنى كمقر محلي لهيئة قناة السويس، حيث تتم منه متابعة حركة السفن المارة بالقناة. كما يعتبر المبنى من المعالم الأثرية المسجلة في بورسعيد. ويبرز الدور المحوري الذي لعبته المدينة في تاريخ الملاحة المصرية.
ويعد المبنى شاهدًا حيًا على تاريخ مصر الحديث. حيث يجسد مراحل مختلفة من التطور السياسي والاقتصادي للبلاد. كما يعكس أهمية قناة السويس كممر مائي استراتيجي يربط بين الشرق والغرب ودور بورسعيد كمركز حيوي في هذا السياق.
ونظرًا لقيمته التاريخية والمعمارية، يدعو المختصون في مجال التراث إلى ضرورة الحفاظ على مبنى هيئة قناة السويس وترميمه بشكل دوري. كما يعتبر المبنى جزءًا من الهوية الوطنية المصرية، وتحويله إلى مزار سياحي يمكن أن يسهم في تعزيز الوعي بتاريخ البلاد وأهمية قناة السويس في التجارة العالمية.