قبيلة بني زبيد: إرث تاريخي وحضور عربي قوي
أسماء صبحي
قبيلة بني زبيد هي واحدة من القبائل العربية العريقة التي تمتد جذورها إلى العصر الجاهلي. وتعود أصولها إلى قبائل مذحج القحطانية، حيث اشتهرت بتاريخها الحافل بالشجاعة والكرم والمكانة البارزة في شبه الجزيرة العربية. وانتشرت القبيلة بشكل رئيسي في جنوب الجزيرة العربية واليمن. لكنها توسعت لتشمل مناطق في العراق وسوريا وشمال أفريقيا مع الفتوحات الإسلامية.
تاريخ قبيلة بني زبيد
برزت القبيلة بني زبيد في عدة مراحل تاريخية، خاصة خلال العصر الإسلامي. إذ كان أفرادها من أوائل الذين شاركوا في نشر الإسلام وخاضوا الفتوحات الإسلامية. وقد عرف عنهم البراعة العسكرية، حيث كانوا يشكلون جزءًا هامًا من الجيوش الإسلامية التي توسعت في بلاد الشام والعراق.
وقال الدكتور صالح الحربي، أستاذ التاريخ العربي بجامعة صنعاء، إن القبيلة تمثل نموذجًا للقبائل العربية التي أثرت في مجرى التاريخ الإسلامي من خلال مساهماتها العسكرية والثقافية. ويعكس إرثها توزنًا بين القوة والالتزام بالقيم العربية الأصيلة.
نشاطها التجاري
إلى جانب دورها العسكري، اشتهرت القبيلة بنشاطها التجاري، إذ لعبت دورًا محوريًا في التجارة بين جنوب الجزيرة العربية وبلاد الشام. وكانت القوافل التابعة لها تحمل البضائع النفيسة مثل اللبان والبخور والذهب. مما ساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين المناطق العربية المختلفة.
كما أن لبني زبيد مساهمات واضحة في الحياة الأدبية، إذ أخرجت القبيلة عددًا من الشعراء الذين وثقوا بطولات أجدادهم وأبرزوا القيم النبيلة للقبيلة. وكان لشعرهم تأثير كبير في رسم صورة مشرقة عن القبيلة بين العرب. وقد ظل إرثهم الأدبي محفوظًا في الموروث الثقافي العربي.
وحتى اليوم، تواصل القبيلة الحفاظ على هويتها القوية من خلال تقاليدها وقيمها الاجتماعية. حيث تشتهر بحرصها على التواصل مع القبائل الأخرى وتنظيم اللقاءات التي تعزز الترابط العربي. وتظل القبيلة رمزًا للأصالة والانتماء، شاهدة على التاريخ العريق للجزيرة العربية.



