تاريخ ومزارات

مسجد البدية.. تحفة تاريخية تروي تراث الإسلامي في الإمارات

أميرة جادو

يعد مسجد البدية، الكائن في إمارة الفجيرة، من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في الإمارات العربية المتحدة، حيث يعتبر أقدم مسجد لا يزال قائمًا في البلاد، ويعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وفق تقديرات المؤرخين.

تصميم فريد يعكس براعة الماضي

يتميز المسجد بتصميمه التقليدي الذي يعكس مهارة البناء في العصور القديمة، حيث تم بناؤه باستخدام الطين والحجر وجذوع النخيل، دون أعمدة داخلية تدعم السقف، ما يجعله مميزًا عن المساجد التقليدية في الإمارات.

يتكون سقف المسجد من أربع قباب صغيرة تتوسطها قبة رئيسية، مما يمنحه طابعًا معماريًا فريدًا غير شائع في الدولة. وتبلغ مساحته نحو 53 مترًا مربعًا، ما يجعله أحد أصغر المساجد القديمة، إلا أن قيمته التاريخية تتجاوز حجمه المتواضع.

تاريخ عريق وترميم مستمر

يرجح المؤرخون أن المسجد بني في عهد الشيخ محمد بن معين، الحاكم المحلي آنذاك، وقد خضع المسجد لعدة عمليات ترميم للحفاظ على بنيته الأصلية، مع الالتزام باستخدام المواد التقليدية، ليظل محافظًا على طابعه التراثي الأصيل.

وعلى الرغم من مرور أكثر من خمسة قرون على تشييده، لا يزال مسجد البدية يؤدي دوره كمكان للصلاة، حيث يستقبل المصلين والزوار يوميًا، ما يجعله واحدًا من المساجد القليلة عالميًا التي حافظت على وظيفتها الدينية منذ إنشائها حتى اليوم.

موقع أثري محاط بالكنوز التاريخية

تحيط بالمسجد عدة مواقع أثرية، أبرزها بقايا أبراج مراقبة قديمة وحصون تاريخية، إلى جانب مقابر تعود إلى عصور ما قبل الإسلام، مما يعكس الأهمية التاريخية للموقع.

واليوم، يعتبر مسجد البدية وجهة سياحية رئيسية لمحبي التاريخ والتراث، حيث يجذب الزوار من داخل الإمارات وخارجها، خاصة الباحثين عن المعالم الإسلامية القديمة، كما أدرج ضمن قائمة التراث الثقافي في الفجيرة، ما يعزز مكانته كموقع أثري مهم في الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى