معلومات لا تعرفها عن قبيلة بني هلال في اليمن

أميرة جادو
قام المؤرخ عبد الله العروي بتحديد خمسة عشر منطقة تاريخية، كان من بينها منطقة تادلا الواقعة في المغرب، والتي استوطنتها قبيلة بني هلال منذ القدم، لم تكن بني هلال وحدها في هذه المنطقة، فقد شاركتها بعض القبائل الأخرى مثل بني زمور وبني عبدون.
توطين قبيلة بني هلال في منطقة تادلا
وقد أطلقت على منطقة تادلا عدة تسميات، منها “تادلا العليا”، والتي تشمل المناطق المرتفعة، في حين عرفت السهول الرسوبية باسم “تادلا السفلى”، وهي المنطقة التي استقرت فيها قبائل بني عامر، بني موسى، وبني معدان.
أما منطقة الدير، فقد تميزت بخصوبة أراضيها ووفرة الأمطار، مما جعلها نقطة رابط بين جبال الأطلس والسهول الرسوبية. وكانت هذه المنطقة موطنًا لحوالي 16 قبيلة، من بينها قبائل عربية، مما جعلها واحدة من أبرز المناطق الحيوية التي استوطنتها قبيلة بني هلال.
الموارد المائية لقبيلة بني هلال
نظرًا لقلة تساقط الأمطار في المناطق التي استوطنتها بني هلال، لم يكن اعتمادهم الأساسي على مياه الأمطار، بل استفادوا من موارد المياه في منطقة الدير، حيث ساعدت الثلوج المتراكمة على الجبال في تزويدهم بالمياه بعد ذوبانها.
كما كان لديهم مصدران إضافيان للمياه:
- الموارد القارة: المتمثلة في الفرشة المائية المستقرة في باطن الأرض بمنطقة الأطلس المتوسط.
- الموارد الفصلية: الناتجة عن تساقط الأمطار الموسمية.
ورغم المناخ الحار، ساعدت وفرة المياه على تخفيف الحرارة وتوفير مياه الشرب والري، مما ساهم في استقرار القبيلة وتوفير الغذاء.
الحياة الاجتماعية في بني هلال
عاش أفراد بني هلال وفق التقاليد البدوية، وكانوا يتسمون بالشجاعة والكرم وكثرة الحروب. ساد بين أفراد القبيلة التضامن والتكافل، حيث كان الفرد يدافع عن أخيه سواء كان ظالمًا أو مظلومًا.
أما المرأة البدوية، فقد لعبت دورًا مهمًا في الحياة اليومية. حيث كانت تساعد الرجل في تحمل أعباء المعيشة، وتهتم برعاية الماشية، وتحضير الطعام، وجلب المياه. لكن في حال تعرضها للأسر من قبيلة معادية، كان ذلك يعد عارًا كبيرًا على قبيلتها، مما كان يؤثر على مكانتها داخل المجتمع الهلالي.
رحيل بني هلال إلى المغرب
عرفت قبيلة بني هلال حروبًا عديدة، من أبرزها صراعهم مع الزناتي خليفة الذي أدى إلى نزوحهم إلى بلاد المغرب.
وبعد فترات طويلة من الجفاف والقحط، بدأت بعض القبائل بالبحث عن مناطق أكثر خصوبة، كما قاد الهلاليون حملات استكشافية للبحث عن أراضٍ جديدة.
قاد أبو زيد الهلالي رحلة البحث هذه، مصطحبًا فرسانه الثلاثة: مرعي، يونس، ويحيى، إلى مدينة تونس، حيث وقعوا في الأسر لدى حاكم المدينة. حينها، قرر الهلالي حشد جيش ضخم لمهاجمة المدينة وإنقاذ فرسانه.
حروب بني هلال والاستيلاء على تونس
جهّز أبو زيد الهلالي جيشًا كبيرًا من الرجال والنساء لخوض المعركة ضد الزناتي خليفة، مستخدمًا الجواسيس وأساليب حربية مثل الاستيلاء على مصادر المياه.
كما لجأ إلى النساء الهلاليات لاختراق المدينة والقيام بعمليات نهب وسلب، وهو ما مهد الطريق لفتح أسوار تونس. وكان للجازية الهلالية دور حاسم في الانتصار، حيث تمكنت من فتح الأبواب أمام جيش بني هلال. مما مكّنهم من استعادة الأسرى وتحقيق النصر على الزناتي خليفة.