تاريخ ومزارات

بيت الكاتب في الطائف: جوهرة معمارية في قلب التاريخ

أسماء صبحي

تعتبر مدينة الطائف واحدة من أقدم وأهم المدن التاريخية في المملكة العربية السعودية. حيث تتميز بمعالمها التراثية التي تعكس حضارات متعاقبة. ومن بين هذه المعالم البارزة يبرز بيت الكاتب. وهو قصر تاريخي يعكس جمال العمارة الإسلامية والتأثيرات الثقافية المختلفة. وتم بناء هذا القصر في أواخر القرن التاسع عشر، ليكون مقرًا لأحد الشخصيات البارزة في الدولة العثمانية. ثم أصبح شاهدًا على حقب سياسية مهمة في تاريخ المملكة.

تاريخ بناء بيت الكاتب

شيد البيت بين عامي 1897 و1898 على يد محمد بن عبد الواحد. الذي كان يشغل منصب الكاتب الخاص للشريف عون الرفيق حاكم الحجاز في ذلك الوقت. وكان القصر مخصصًا ليكون سكنًا فخمًا يعكس مكانة صاحبه. حيث تم تصميمه وفق الطراز المعماري الإسلامي الممزوج بالعناصر الرومانية والزخارف الفريدة.

ويتميز البيت بتصميم فريد يجمع بين الزخارف الإسلامية والنقوش الدقيقة والأعمدة الرومانية. وهو ما يعكس تنوع التأثيرات المعمارية التي شهدتها الحجاز في تلك الفترة. كما يتكون القصر من طابقين، ويضم عدة غرف وقاعات واسعة، بالإضافة إلى شرفات مطلة على مناظر طبيعية خلابة مما أضفى عليه طابعًا مميزًا.

وعلى مدار العقود الماضية، مر البيت الكاتب بعدة مراحل تاريخية. حيث استخدم في فترة من الزمن كمقر للحكم، وأطلق عليه “قصر النيابة” عندما أقام فيه الملك فيصل أثناء توليه منصب نائب الملك في الحجاز. كما سكنه لاحقًا الأمير بندر بن محمد بن عبد العزيز آل سعود مما زاد من قيمته التاريخية.

إهمال وتراث مهدد بالضياع

بالرغم من أهميته التاريخية والمعمارية، إلا أن القصر تعرض للإهمال منذ عام 1968، وأصبح مهجورًا مما أدى إلى تدهور حالته. كما تضررت العديد من أجزائه بسبب العوامل الطبيعية وغياب أعمال الترميم اللازمة للحفاظ عليه.

وأكد الدكتور عبد الله العتيبي، أستاذ التاريخ في جامعة الطائف، على أهمية ترميم القصر، حيث قال إن بيت الكاتب يعد شاهدًا حيًا على العمارة الإسلامية في أواخر القرن التاسع عشر. ويعكس التفاعل الثقافي بين الحضارات المختلفة في تلك الفترة. كما يساهم إعادة ترميمه في إبراز التراث الثقافي لمدينة الطائف وتحويله إلى وجهة سياحية تعليمية.

ويأمل خبراء التراث في أن يتم إدراج البيت ضمن قائمة المعالم التراثية التي تستحق الحماية والتطوير. وتحويله إلى متحف أو مركز ثقافي يسلط الضوء على تاريخ الطائف ودورها في تطور المملكة العربية السعودية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى