تاريخ ومزارات

قصر الأخيضر: معمار فريد يروي تاريخ العراق القديم

يقع قصر الأخيضر جنوب غربي مدينة كربلاء، على بعد 50 كيلومترًا منها، وعلى مسافة 152 كيلومترًا من العاصمة بغداد. يتميز هذا القصر بفخامته وهندسته المذهلة التي تعكس طراز البناء الفريد في تلك الحقبة.

تاريخ قصر الأخيضر

يشغل القصر مساحة تمتد على 120×169 مترًا، ويتألف من عدة أقسام داخلية تشمل بيوتًا ومساحات واسعة ومسجدًا وأروقةً وإيوانات. كما صممت هذه المرافق وفق طراز معماري يُعرف بـ”الطراز الجيري المركب”، وهو نمط معماري ابتكره الحرفيون في العراق وتطور خلال أواخر القرن السادس وأوائل القرن السابع الميلادي.

خلال عمليات التنقيب، أزيلت الأنقاض والأتربة ليكشف عن مجموعة مميزة من القطع الأثرية، منها الفخار والزجاج والخزف، التي تعود إلى القرن الثاني للهجرة. هذه المكتشفات تشبه ما عثر عليه في حفريات مدينة الكوفة العربية الإسلامية. كما اكتشف الباحثون مسجدًا آخر في الطبقة الثانية من القصر، وتبين أن محراب المسجد الأول داخل القصر كان جزءًا أصيلًا من البناء، وليس منحوتًا في جدار القبلة كما كان يعتقد سابقًا.

وأثناء التنقيب، ظهرت بقايا سور كبير يشير إلى أن قصر الأخيضر وما حوله قد يكونان في الأصل موقعًا لمدينة. ومن الاكتشافات المهمة الأخرى، كما عثر على حمام داخل القصر. هذا الحمام، الذي لم يكن معروفًا سابقًا، يتميز بتخطيط مشابه لحمام “قصير عمرة” و”حمام السرح” من العصر الأموي.

كما يعد قصر الأخيضر نموذجًا فريدًا للعمارة الإسلامية المبكرة، ويروي قصة غنية عن تاريخ العراق وتراثه الحضاري الذي ما زال يدهش الباحثين والمهتمين بالآثار حتى اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى