حوارات و تقارير

خبراء: زيارة الرئيس الجزائري إلى مصر تعزز التحالف الاستراتيجي والتعاون الإقليمي والاقتصادي

أسماء صبحي

تشكل زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى القاهرة نقطة هامة في تعزيز العلاقات المصرية الجزائرية، حيث تسعى الدولتان لمناقشة قضايا إقليمية واستراتيجية تعزز التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، وتأتي الزيارة لتؤكد عمق العلاقات الراسخة بين البلدين وتسلط الضوء على التحديات المشتركة التي تتطلب تنسيقاً دبلوماسياً واقتصادياً لمواجهتها.

أهمية زيارة الرئيس الجزائري إلى القاهرة

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في مطار القاهرة الدولي، حيث حرص السيسي على استقبال تبون بنفسه، مما عكس دفء العلاقات بين البلدين. وشملت مراسم الاستقبال الرسمية عزف النشيد الوطني للبلدين، في تأكيد على عمق الروابط الثنائية بين القاهرة والجزائر. وتأتي زيارة تبون لمصر، وهي الثانية منذ توليه الرئاسة، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

العلاقات الاستراتيجية بين مصر والجزائر

من جانبه، أكد الدكتور علي محمد ربيج، النائب في البرلمان الجزائري وأستاذ العلوم السياسية، في تصريحاته أن هذه الزيارة تعكس أهمية مصر كحليف استراتيجي للجزائر، مشيرًا إلى دور مصر المحوري في حل الأزمات العربية والدولية.

وأوضح أن القاهرة تحت قيادة الرئيس السيسي تُعد ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة، مما يجعلها شريكًا رئيسيًا للجزائر في العديد من الملفات.

وفيما يخص القضايا الإقليمية، أشار هاني الجمل، المتخصص في الشؤون الدولية، إلى أن زيارة تبون لمصر تتضمن مناقشة ملفات هامة، أبرزها الأزمة الفلسطينية وتطورات الوضع في غزة، بالإضافة إلى الأزمة الليبية. وقد سبق هذه الزيارة اجتماع ثلاثي بين الجزائر وتونس واللجنة العليا بليبيا لبحث استقرار الأوضاع عبر بناء مؤسسات الدولة.

وأكد الجمل أن التنسيق بين القاهرة والجزائر يلعب دورًا حيويًا، حيث تتولى مصر الجانب العسكري بينما تركز الجزائر على الجهود الدبلوماسية.

تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين

وفي الجانب الاقتصادي، أوضح الخبير سمير رؤوف، أن زيارة الرئيس الجزائري لمصر تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الاستراتيجي، خاصة في القطاعات الاقتصادية والتجارية. وأشار إلى أن تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين سينعكس إيجابيًا على الشراكة في ليبيا، مما يتيح للشركات المصرية دخول السوق الليبي وتوسيع استثماراتها بسلاسة.

وأضاف أن هناك فرصًا كبيرة للتعاون في مجالات مثل صناعة الأغذية وصناعة السيارات، حيث يمكن لمصر والجزائر الاستفادة من التكنولوجيا الأوروبية المتقدمة وتطوير منتجات محلية.

وأكد رؤوف، أن الموارد الطبيعية تمثل مجالًا محوريًا للتعاون بين البلدين، نظرًا لتمركز ثروات كبيرة في شمال إفريقيا. وبيّن أن مصر تمتلك خبرة كبيرة في الصناعات البترولية وإعادة تدوير المواد الخام، مما يوفر فرصًا كبيرة للتعاون بين الجانبين في إنتاج منتجات نهائية ذات جودة عالية.

وختم رؤوف، بأن هذا التعاون يعزز بناء شراكات استراتيجية تستفيد من التكنولوجيا المتقدمة وتزيد من فرص التكامل الصناعي في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى