تاريخ ومزارات

أم كلثوم بنت الرسول.. بين محنة الفراق وبركة الإيمان

أم كلثوم بنت الرسول.. بين محنة الفراق وبركة الإيمان
تعد السيدة أم كلثوم بنت محمد، رضي الله عنها، من الشخصيات المهمة في التاريخ الإسلامي، حيث كانت ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من زوجته السيدة خديجة بنت خويلد، وأختاً لفاطمة الزهراء وزينب ورقية ولقد ولدت  في مكة عام 604م، قبل بعثة النبي بست سنوات، وعاشت تجارب عدة مع عائلتها في ظل النبوة.

كانت ام كلثوم مخطوبة لابن عم والدها، عتيبة بن أبي لهب، قبل الإسلام. وبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، دخلت أم كلثوم الإسلام، بينما ظل زوجها على دينه. وعندما نزلت سورة “المسد” التي تحدثت عن أبي لهب وزوجته، أُجبر عتيبة على طلاقها. ويُروى أن عتيبة، بعد الطلاق، أبدى استهزاءه بالإسلام وجرّب أن يسيء إلى النبي، مما دفع النبي محمد للدعاء عليه. وفيما بعد، أثناء سفر عتيبة، تعرض له أسد وافترسه، وهو ما عده المسلمون استجابة لدعاء النبي.

وبعد وفاة أختها رقية بنت محمد سنة 2هـ، تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الثالثة للهجرة. وكانت ام كلثوم زوجة صالحة لعثمان، وعاشت معه حتى وفاتها، دون أن تلد له أبناء. ومن المواقف المهمة التي تظهر مكانة عثمان عند النبي، أنه عرض على النبي الزواج من حفصة بنت عمر، ولكن النبي قال: «ألا أدل عثمان على من هو خير له منها؟» وأرشد عثمان للزواج من أم كلثوم، مشيراً إلى أن هذا الزواج كان بمشيئة الله.

وقد توفيت السيدة ام كلثوم في السنة التاسعة للهجرة، وصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه وشارك في دفنها، في مشهد حزين أثر في كل من حضر. وقام علي بن أبي طالب والفضل بن العباس وأسامة بن زيد بدفنها، وتولى غسلها أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب، وقد شاركت في غُسلها أم عطية الأنصارية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى