تاريخ ومزارات

أحمد البرمكي: الشاعر العباسي ذو النظرة الثاقبة

أحمد البرمكي، في عصر الخلافة العباسية، برز شاعرٌ فريدٌ من نوعه، أحمد بن جعفر البرمكي، الملقب بـ”الجحظة”. كما كانت ملامحه غير عادية، حيث برزت عيناه بشكلٍ لافت، مما أكسبه لقبه المميز.

 من هو أحمد البرمكي

على الرغم من مظهره، كان أحمد فنانًا متمكنًا. كما يتقن العزف على الطنبور ويبدع في تلحين الأغاني وأدائها ببراعة.

عاش أحمد حياة طويلة، خلّف خلالها ديوان شعر ضخم، غير أن الزمن لم يرحم معظم أشعاره فضاعت بين ثنايا التاريخ.

كما وصفه ابن خلكان في “وفيات الأعيان” بأنه كان رجلاً متعدد المواهب. متقنًا للفنون والأخبار والنجوم والنوادر. كان أحمد من الشخصيات البارزة في عصره، وينتمي إلى السلالة العريقة للبرامكة. ترك لنا أشعارًا رقيقة تنم عن ذوق رفيع، منها:

أنا ابن أناس مول الناس جودهـم فأضحوا حديثاً للنوال المشهـر
فلم يخل من إحسانهم لفظ مخبر ولم يخل من تقريظهم بطن دفتر

وله أيضاً:

فقلت لها بخلت علي يقظـى فجودي في المنام لمستهـام
فقالت لي وصرت تنام أيضا وتطمع أن أزورك في المنام

وله أيضاً:

أصبحت بين معاشرٍ هجروا الندى وتقبلوا الأخلاق من أسلافـهـم
قوم أحاول نيلهـم فـكـأنـمـا حاولت نتف الشعر من آنافهـم
هات اسقنيها بالكبير وغـنـنـي ذهب الذين يعاش في أكنافـهـم

وله أيضاً:

يا أيها الركب الـذي ن فراقهم إحدى البليه
وصيكم الصب المقي م بقلبه خير الوصيه

وله أيضاً:

وقائلة لي كيف حالك بـعـدنـا أفي ثوب مثرٍ أنت أم ثوب مقتر
فقلت لها لاتسألينـي فـإنـنـي أروح وأغدو في حرامٍ مقتـر

وله ديوان شعر أكثره جيد، وقضاياه مشهورة، ومن أبياته السائرة قوله:

ورق الجو حتى قيل هـذا عتاب بين جحظة والزمان

ولابن الرومي فيه، وكان مشوه الخلق:

نبئت جحظة يستعير جحوظـه من فيل شطرنج ومن سرطان
وارحمتا لمنادميه

 

وقد توفي أحمد البرمكي في العام 326 هـ، وهناك من يقول إنه توفي في العام 324 هـ. وقد نقل جثمانه من واسط إلى بغداد، رحمه الله.

وفي “جمع الظواهر في الملح والنوادر” للحصري، وصف أحمد بأنه كان أطيب الناس صوتًا في الغناء. وأحسنهم مجالسة، وأمتعهم مؤانسة. وعلى الرغم من قبح مظهره وبروز عينيه، كان يتمتع بروح الدعابة والظرف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى