الشهيد محمود الجيزي.. البطل الذي أجبر الإسرائيليين على دفنه وتأدية التحية العسكرية له
أسماء صبحي
الشهيد ملازم أول بحري محمود الجيزي، من لواء الوحدات الخاصة البحرية و المجموعة 39 قتال. البطل الذي أجبر الإسرائيليين على دفنه وتقديم التحية العسكرية له، شارك في حربي الاستنزاف حتي نصر أكتوبر.
في حرب الاستنزاف، حمل البطل أول أسير إسرائيلي على ضهره وعبر به قناة السويس وسلمه للقيادة المصرية لاستخراج المعلومات منه. وهو صاحب كمين جبل مريم في 25 اغسطس 68، دمر فيه عربيتين جيب لليهود وقتل 6 منهم نائب قائد البحرية الإسرائيلية ونائب مدير الموساد.
دور محمود الجيزي في حرب أكتوبر
في حرب أكتوبر 1973، كان الجيزي قائد المجموعة التي تدافع عن ميناء الأدبية بالسويس ضد عملية إنزال بحري إسرائيلي لاحتلال الميناء. وبدأ الجيزى وزملاؤه التعامل مع اليهود من خلال مبني إدارة الميناء، واليهود كانوا مزودون بمعدات وأسلحة متطورة. وعندما أظهر الجيزي ورجالته صلابة في الدفاع عن الميناء فجّر اليهود مبني إدارة الميناء.
لكن في خلال ثواني قفز الجيزي من شباك الدور الثاني علي الأرض فكتبت الحياة للجيزي ونال البقية شرف الاستشهاد. ثم بدأ الجيزي بالزحف على الأرض حتي وصل إلى استراحة مهندسين محجر جبل عتاقة على طريق الجبل والميناء. واختبأ الجيزي في المحجر لمدة 9 أيام لا يملك أي شيء سوى بندقية وخنجر.
بدأ الجيزي في اصطياد اليهود من الميناء، كان يخرج كل ليلة يصطاد جندي حراسة إسرائيلي يقتله وياخد المؤن والسلاح الخاص به ويرجع المحجر مرة أخرى. واستمر الجيزي في ذلك لمدة 9 أيام بـ 9 قتلي يهود، وهو ما جعل القوات الإسرائيلية في حالة هياج ورعب لعدم معرفتهم بقاتل جنودهم.
وفاته
وبدأ اليهود بتكثيف البحث عن الجيزي حتى توصلوا إلي مكانه في استراحة المحجر بالجبل. وفي 24 أكتوبر 1973 حاصر اليهود استراحة المحجر التي يتواجد بها الجيزي وشغلوا مكبرات الصوت طالبين منه الخروج والاستسلام.
لكن الجيزي قرر الدخول في معركة شديدة معهم وجها لوجه استمرت 11 ساعة بطولة وشجاعة وعدم خوف من الموت. حتى أطلق اليهود القنابل على الاستراحة والمحجر وهدموه فوق الجيزي. وهو ما أجبر اليهود على دفن الجيزي مؤديين له التحية العسكرية. والقصة رواها ظابط إسرائيلي للملحق العسكري المصري في تل أبيب.