اللواء طيار إبراهيم سليم يكشف أهمية الاستطلاع الجوي قبل نصر أكتوبر
أسماء صبحي
قبل الخوض في تفاصيل الضربة الجوية المصرية الأولى في نصر أكتوبر عام 1973. لابد لنا من الاشارة إلى موضوع في غاية الأهمية في التحضير لهذه الضربة الجوية المركزة. وهو موضوع الاستطلاع الجوي للأهداف الإسرائيلية المعادية وتصويرها في سيناء بصورة مستمرة ومتواصلة.
قال اللواء طيار إبراهيم سليم: “ظهرت أهمية الاستطلاع بعد حرب 1967. حيث كانت القياده في شوق لمعرفه ما يحدث على الجانب الآخر من القناة. فتم إنشاء رف استطلاع من طائرتين ميج 21 استطلاعية والمزودة بكاميرات تصوير. ورف استطلاع أخر من طائرتين سوخوي 7 وبعدد قليل من الطيارين. ثم توسع العمل في نواة الاستطلاع حتى تم إنشاء اللواء الجوي للاستطلاع رقم 123. بقيادة اللواء طيار سيد كامل عبد الوهاب عام 1971. والمكون من الأسراب (22 و 35 و 59) ليغطي كامل جبهة سيناء من الشمال للجنوب طوال وقت الإعداد للمعركة. كذلك كان هناك طائرات محدودة من طرازات اليوشن 28 وتي يو 16 وهليكوبتر مخصصه للاستطلاع البحري”.
وتابع: “كان هناك أيضاً عددًا محدودًا من طائرات الميج 25 المتقدمه جداً. والتي يديرها أفراد سوفيت في قاعدة مرسي مطروح الجوية. وكان غير مسموح للمصريين الاطلاع على صور تلك الطائرات إلا لمره واحده وعدم الاحتفاظ بنسخه منها”.
مجهود طياروا لواء الاستطلاع الجوي في نصر أكتوبر
وأضاف اللواء طيار إبراهيم سليم: “من واجبنا أن نذكر بشيء من التفصيل المجهود الرائع عظيم الفائدة الذي قام به طياروا لواء الاستطلاع الجوي. خاصة سربي الميج 21 و السوخوي 7. حيث قام طيارو الاستطلاع الجوي بتصوير كافة الأهداف المعادية الحيوية في سيناء باستمرار. حتى تكون آخر مواقع وتحركات العدو مرصودة. ورغم خطورة ذلك على طياري الاستطلاع، إلا أنهم نفذورا مهامهم ببطوله كبيرة وبخسائر أقل من أن تذكر. وذلك سهل على القيادة انتخاب وتحديد أفضل الأهداف لضربها في الضربة الجوية الأولى. وأيضاً سهل مهمه طياري القاذفات والقاذفات المقاتلة في أداء مهامهم في الهجوم والضرب الأرضي بسرعة و دقة عالية جداً”.
واستطرد: “كما كان للمهندسين في قواتنا الجوية دور هام جدا في تطوير الكاميرات ووسائل الاستطلاع. في طائرات الاستطلاع المصرية روسية الصنع. وإضافة معدات غربية وكاميرات بديلة للمعدات الروسية لهذه الطائرات. لكي تسهل عمليات التصوير الجوي وتزيد من دقة الصور. كما قام الطيارون بابتكار تكتيكات جديدة وفعاله جدا في عمليات التصوير الجوي للمواقع الإسرائيلية في سيناء. خاصةً عمليات تصوير مواقع الدفاع الجوي المعادية”.
وأوضح: “قام طيارو الاستطلاع الجوي بتصوير مواقع الدفاع الجوي الإسرائيلية في داخل سيناء. وتصوير مواقع ومناطق الشؤون الإدارية للعدو وحصون خط بارليف في كل مراحل بناؤها. ومواقع تمركز القوات البرية والاحتياطي للعدو ومعسكراته. ومواقع القيادة والسيطرة، وتصوير مواقع الإعاقة والتشويش الإلكتروني. كما قام الطيارين بتصوير مطارات العدو في سيناء ومواقع المدفعية بدقة عالية جداً”.
معارك جوية
وأشار اللواء طيار إبراهيم سليم، إلى أن طلعات طائرات الاستطلاع غالبا ما كانت تقابل بالطائرات المعادية وتنشب معارك جويه. لكن رجال لواء الاستطلاع الجوي استطاعوا رغم كل هذه المخاطر تنفيذ مهمتهم بنجاح كبير.
ولفت إلى أن هذا المجهود الكبير من طياري الاستطلاع الجوي منذ عام 1967. مروراً بحرب الاستنزاف وحتى سنوات الإعداد للمعركة قبل نصر أكتوبر. أدى إلى سهولة تحديد القيادة لأهم وأفضل الأهداف التي يمكن مهاجمتها وضربها في الهجوم الجوي الافتتاحي لحرب أكتوبر. كما أثمر مجهود الاستطلاع الجوي في تمييز الأهداف الحقيقية للعدو من الأهداف الهيكلية الخداعية بدقة كبيرة. ومن ثمار هذا الجهد الكبير دقة القصف المدفعي على هذه الأهداف بسرعة كبيرة جداً في وقت قليل جداً.
واختتم حديثه قائلا: “كل القوات المصرية التي تعبر القناة. كانت تعلم بمنتهى الدقة كل تفاصيل المواقع المعادية في سيناء التي سيتم مهاجمتها والاشتباك معها. بالصور الدقيقة التي تحوي أدق التفاصيل لهذه المواقع. حيث تدربت أسراب القاذفات على مواقع مشابهة تماماً للأهداف الحقيقية. مما رفع من نسبه التدمير للأهداف لتصل إلى 90%”.