تاريخ ومزارات

درب الأربعين طريق قوافل الحجاج.. مسار تاريخي وثقافي

دعاء رحيل 

درب الأربعين.. هو طريق تاريخي يصل مصر بالسودان، وكان يستخدم لنقل السلع والمواشي والعبيد عبر سلسلة من الواحات في الصحراء. كما كان يستخدم لمرور قوافل الحجاج من شمال وغرب إفريقيا إلى مصر ثم إلى مكة المكرمة. وقد اشتهر هذا الطريق بتجارة الإبل، التي كانت تستغرق أربعين يوماً للوصول إلى محطتها الأخيرة في مصر، ولهذا سمي بدرب الأربعين.

تاريخ درب الأربعين

يعود تاريخه إلى عصور قديمة، فقد ذكره المؤرخون منذ العصور الفرعونية، حيث كان يمثل طريقاً للتجارة بين مصر وإفريقيا. وفي العصور الإسلامية، ازداد أهمية هذا الطريق، حيث كان يمثل طريق درب الحج المصري في زمن العباسيين والفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين.

كانت قوافل الحجاج تسير على هذا الطريق من أسفل صعيد مصر إلى أسوان، ثم تعبر إلى الصحراء المتوسطة باتجاه جسر القلزم (السويس)، حتى تصل إلى مدينة القصير على ساحل البحر الأحمر، حيث تستقل سفناً إلى جدة، ثم تتابع رحلتها إلى مكة المكرمة.

كان هذا الطريق شاهداً على حضارات وثقافات متنوعة، فقد كان يجمع بين شعوب وحضارات من إفريقيا والشام والشرق الأوسط وأوروبا، وكان مصدراً لتبادل المعارف والآداب والفنون. كما كان يسهل انتشار التصوف في هذه المنطقة، خاصة طرق صوفية مثل الشاذلية والبرهانية والخطمية.

حال الدرب الآن

لا يزال قائماً حتى الآن، لكنه لم يعد يستخدم بنفس الشكل أو الغاية التاريخية. فالآن يستخدمه بعض رعاة الإبل لإحضار قطعانهم إلى أسواق مصر، أو بعض المغامرون والسائحون لزيارة الواحات والمعالم الأثرية والطبيعية على طول الطريق. كما يستخدمه بعض الباحثين والمؤرخين لدراسة تاريخ وجغرافيا وثقافة درب الأربعين.

وفي هذا الصدد قال محرم كمال الباحث في التراث المصري، أن درب الأربعين هو طريق تاريخي وثقافي هام، يحكي قصصاً عن التجارة والحج والتصوف والتفاعل بين شعوب وحضارات مختلفة. هو طريق يستحق الاهتمام والحفاظ عليه كجزء من تراث إفريقيا والشرق الأوسط.
كما أوضح الباحث في التراث المصري بعض المعلومات عن درب الأربعين وهي كالتالي:

درب الأربعين يعتبر أحد أقدم طرق الحج الأفريقية، حيث كان يستخدم منذ العصور الفرعونية وحتى العصر العثماني.
– كما أنه يشمل عدة واحات في الصحراء المصرية، مثل الخارجة والداخلة والفرافرة والباهرية وسيوة. كما يشمل عدة آبار ماء، مثل بئر مر وأبو الحصين وبئر كسيبة.
– درب الأربعين كان شاهداً على عدة حوادث تاريخية، مثل مقتل سلطان المغرب أبو عنان فارس في معركة بئر كسيبة عام 1393م، ومقتل سلطان دارفور أحمد بخيت في معركة جبل شرشر عام 1874م. و كان مصدراً لتجارة الإبل والذهب والفضة والعطور والحرير والتوابل والعبيد. كما كان مصدراً لترويج التصوف والثقافة والآداب بين إفريقيا والشام والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى