تاريخ ومزارات

استمرت عدة أيام.. معركة العبادلة السبعة وقصة فتح سبيطلة

أسماء صبحي
 
سبيطلة (بضم السين وفتح الياء) هي مدينه تقع وسط غربي تونس، على مسافة سبعين ميلاً من القيروان وردت في بعض الكتب باسم “سفيطلة”. وقال اليعقوبي: ”هو بلد واسع فيه مدن وحصون”، كما أنها كانت نقطة انطلاق الفتح الإسلامي.
 
خصعت تلك المدينه للحكم الرومانى إلى أن تمكن (جرجيريوس) أحد حكام الرومان من الاستقلال بحكمه عن امبراطورية الروم. متخذًا منها عاصمة له بعد أن امتد نفوذه من طرابلس في ليبيا حتى مدينة طنجة في المغرب.
 

خطة المعركة

وقعت تلك المعركة سنه 27 هجرية، فعندما تقلد الخليفة الراشد عثمان بن عفان الخلافة استأذن منه عبد الله بن سعد بن أبى السرح فى فتح إفريفيا. وقام بتشكيل جيشا لاستكمال الفتوحات قوامه 70000 مقاتل من أبناء الجزيرة العربية ومصر. إضافة إلى الجيش الذى جهزه عقبة بن نافع من أهالى برقة.
 
واجتمع في هذا الجيش سبعة ممن بحملون اسم عبد الله. وهم: (عبد الله بن الزبير، عبد الله بن العباس، عبد الله بن جعفر، عبد الله بن عمر بن الخطاب، عبد الله بن مسعود، عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن سعد بن أبى السرح”.
 
ونظرًا لدراية عقبة بن نافع بأحوال البربر ومعرفته بدروب الصحراء. فقد أشار على عبد الله بن سعد بأن يتوجه مباشرة لسبيطله متجنبًا أي حملة جانبية حتى لاينقض الروم والبربر عليهم فيقتلوهم ويستنزفوا الجيش الإسلامي.
 
وعندما علم جرجيريوس بالأمر اجتمع بضباطه وجنوده وخطب فيهم بأنه يجب أن تكون نهاية العرب والمسلمين على يد أهل سبيطلة. وخصص جائزة لمن يقتل عبد الله بن سعد بن السرح تقدر بألف دينار وزواجه من ابنته.
 

بداية الاشتباك

وصل الجيش الإسلامي واشتبكوا مع جيش جرجير الذي خرج حاكم في مائة وعشرين ألفاً من رجاله. وعسكر الجيشان على مقربة من سبيطلة، واستمر الاشتباك أياماً عدة. ولم يستطع جيش المسلمين أن يحرز أي انتصار على جرجيريورس الذي كان ينسحب بجيشه عند حلول كل ظهيرة لكي لا يستنزفهم المسلمين.
 
وعندما استأخر عثمان بن عفان نصر المسلمين. أمدهم بجيش آخر بقيادة بقيادة عبد الله بن الزبير حتى يتمكنوا من إنهاء تلك المعركة.
 

انتصار المسلمين

وصل جيش عبد الله بن الزبير إلى المكان الذي يخيم به المسلمون ووضع خطة جديدة. وكان مقترحها أن يقوم القادة باختيار مجموعة من خيرة الفرسان المقاتلين للانقضاض على جيش جرجيريورس بعد انسحابه عند الظهيرة معتمدين على عنصر المفاجأة.
 
ونجح الفرسان فى تنفيذ الخطة وانقضوا على الحيش الروماني. وحاصر المسلمبن سبيطلة وانتصروا في المعركة وقتل عبد الله بن الزبير جرجير وأسروا ابنته التي لم تطق الأسر فانتحرت بأن أوقعت نفسها من على سنام الجمل.
 
وسارع شيوخ القبائل إلى التصالح مع المسلمين. كما فرض المسلمين ضريبة دفاع على من لم يبتغ الدخول في الإسلام قدرها ثلاثمائة قنطار من الذهب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى