تاريخ ومزارات

باحثة في الآثار تتحدث عن أسرار “المومياء الصارخة” ومؤامرة الحريم

أسماء صبحي 

في عام 1886، تم اكتشاف مجموعة كبيرة من المومياوات الملكية بمنطقة الدير البحري، ومن بين العديد من المومياوات كانت هذه المومياء “التي اكتشفها ماسبيرو” هي الأكثر غموضًا ورعبًا، ويظهر على وجهها آثار الخوف، المومياء الوحيدة ذات الفم المفتوح، و هي لشاب مجهول الهوية يتراوح عمره بين ال 20 : 30، محنطة بطريقة غريبة على عكس الطريقه المتبعة لتحنيط المومياوات الملكية فـلم يستخرج المخ من الجمجمة ولا الأحشاء من البطن “المعرضة للتعفن”.

طريقة تحنيط المومياء الصارخة

ومن جهتها، قالت نادين هاني، الباحثة في الآثار المصرية، إنه تم تحنيط المومياء الصارخة مقيدة اليدين والرجلين يميل لونها إلى الاحمرار حيث يرجح أنه مات مختنقـًا، ووضعت داخل تابوت خشبي غير مرصع بالأحجار، ودفن حيـًا و لفت جثته بجلد الماعز بدلاً من الكتان الأبيض، على الرغم أن المصري القديم كان يعتبره مادة نجسة، وأن الماعز حيوان معادي لإله الشمس (رع)، فمن الواضح أنه دفن هكذا للتحقير، ولكن ما سبب وضعها بجانب الملك رمسيس الثالث أعظم ملوك مصر؟.

الأمير الذي تمثله هذه المومياء

وأضافت نادين، أنه بعد نجاح مشروع المومياوات المصرية، استطاع الفريق الطبي لدراسه المومياوات الملكية تحت إشراف دكتور زاهي حواس حل لغز هذه المومياء، حيث بعد تحليل الحمض النووي DNA أُثبت أنه ينتمي بصلة قرابة من الدرجة الأولى للملك رمسيس الثالث، وأثبتوا أن المومياء الصارخة هي للأمير الخائن “بنتاؤر” ابن الملك رمسيس الثالث.

مؤامرة الحريم

وتابعت الباحثة في الآثار المصرية، إنه في عهد الملك رمسيس الثالث “الأسرة الـ20” حدثت مؤامرة عرفت باسم “مؤامرة الحريم” حيث اتفقت “الملكة تي زوجة الملك رمسيس” مع ابنها بنتاؤر لقتل الملك رمسيس الثالث للاستيلاء علي السلطة، حيث استطاعا أن يضما عددًا من المحيطين بالملك ومجموعة من السحراء، ولكن اُكتشفت المؤامرة وتم القبض علي بنتاؤر.

وأوضحت نادين، أنه بعد فترة صدر قرار بأن بنتاؤر يعدم نفسه بنفسه شنقـًا، وبالفعل نفذ الحكم وتم عقابه بعدم تحنيطه، واكتفوا بتجفيفه في ملح النطرون وصب الراتنج في فمه المفتوح، وتم لفه بجلد الماعز حتي يكمل رحلة العناء والجحيم في الآخرة على حسب اعتقادهم في البعث والخلود، لافتةً إلى أنه تم اكتشاف لغز هذه المومياء عن طريق بردية مؤامرة الحريم التي سجلت أحداث الملك رمسيس الثالث، وهي الآن معروضة في متحف تورينو في إيطاليا .

وأشارت نادين، إلى أن المومياء موجودة حاليـًا في المتحف المصري، وأشاعت المومياء خوف وفزع للمارة والزائرين خاصةً الأطفال، ونظرًا لذلك اتخذت إدارة المتحف قرار بتغطيتها بقطعة من القماش الأبيض حتى لا تفزع السائحين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى