تاريخ ومزارات

متحف مومياء جواناخواتو.. رحلة مرعبة ومثيرة في عالم الموتى

دعاء رحيل

متحف مومياء جواناخواتو.. إذا كنت من محبي الرعب والغموض، فقد تجد ما يثير اهتمامك في متحف مومياء جواناخواتو في المكسيك، والذي يعرض أكبر مجموعة من المومياوات الطبيعية في العالم. هذه المومياوات ليست نتاج عملية تحنيط بشرية، بل هي نتيجة ظروف طبيعية خاصة أدت إلى حفظ الجثث بشكل مدهش، وفي في هذا المقال، سنأخذك في جولة بين هذه المومياوات الغريبة والمخيفة، وسنتعرف على قصصها وأسرارها، وسنكتشف كيف أصبحت جزءا من تاريخ وثقافة المدينة.

كيف نشأ متحف مومياء جواناخواتو؟

وفي هذا الصدد قال د. أليخاندرو هيرنانديز، أستاذ التاريخ في جامعة غواناخواتو، بدأت قصة متحف مومياء جواناخواتو في عام 1865، عندما أقر الرئيس المكسيكي بينيتو خواريز قانونا يطالب بدفع ضرائب للحفاظ على القبور، وذلك بسبب نقص المساحات الناتج عن تفشي وباء الكوليرا. من لم يستطع دفع هذه الضرائب، تم استخراج جثث أقاربه من القبور ونقلها إلى سراديب خاصة.

ولكن المفاجأة كانت أن بعض هذه الجثث لم تتحلل، بل تحولت إلى مومياوات طبيعية، بسبب ظروف المناخ الجاف والارتفاع عن سطح البحر وغياب الأكسجين والرطوبة. وهكذا اكتشف حفارو القبور أول مومياء في تاريخ المدينة، وهي لطبيب فرنسي يدعى ريمجيو لوروى، الذي توفي في عام 1860.

كيف أصبح متحف مومياء جواناخواتو منارة سياحية؟

وأوضح أستاذ التاريخ في جامعة غواناخواتو، لم يكن اكتشاف المومياوات سراً، بل بدأ الناس يزورون المقبرة لرؤية هذه الظاهرة الغريبة. وفي عام 1894، تم فتح أول معرض للمومياوات في سانتا باولا، والذي استقطب آلاف الزائرين من داخل وخارج المدينة. وفي عام 1969، تم نقل المعرض إلى مكانه الحالي، والذي يضم حالياً 117 مومياء من رجال ونساء وأطفال وأجنة.

أصبح متحف مومياء جواناخواتو رمزاً للثقافة والهوية المحلية، وشارك في عدة أعمال فنية وإعلامية. فقد كان مصدر إلهام للروائية راميرز رودولفوراميرز في رائعته “100 عام من العزلة”، وظهر في فيلم “إل سانتو ضد مومية جواناخوات” (1972)، وشارك في برامج تليفزيونة مثل “الأسطورة” (2008) و”غير قابل للاستخدام” (2014).

ماذا يمكنك رؤية في المتحف؟

يضم متحف مومياء جواناخواتو حاليًا حوالي 111 مومياء، تمثل رجالًا ونساءً وأطفالًا من فئات اجتماعية مختلفة. كل مومياء لها قصة خاصة بها، وبعضها تحمل علامات الألم أو الصدمة أو المرض. يمكنك قراءة بطاقات تعريفية تشرح بعض التفاصيل عن كل مومياء، مثل اسمها وسبب وفاتها وتاريخ دفنها.

بعض المومياوات التي تستحق الانتباه هي:

  • أصغر مومياء في العالم: هي جنين امرأة حامل تُدعى إغناسيا أغيلير، توفي في عام 1878 بسبب حادث سير.
  • أولى المومياوات التي تم اكتشافها: هي رجل يُدعى رامز سيلورز، تُوفي في عام 1865 بسبب ضغط دم. كان أول شخص يستخرج من قبره بسبب عدم دفع ضرائب. لديه شارب كثير وظهور أظافر.
  • أشهر المومياوات في المكسيك: هي امرأة تُدعى كارول فورستير، تُوفي في عام 1922 بسبب حادث سير. كانت من أصول فرنسية وزارت جواناخواتو للاستجمام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى