تاريخ ومزارات

كاتدرائية القديس شتيفانس رمز من رموز فيينا.. تاريخ من الفن والإيمان

دعاء رحيل

كاتدرائية القديس شتيفانس (بالألمانية: Stephansdom) هي واحدة من أشهر المعالم السياحية والثقافية في فيينا، عاصمة النمسا. تقع في قلب المدينة القديمة، وهي تعتبر مثالا رائعا على الفن القوطي والباروكي. تحتوي الكاتدرائية على أربعة أبراج، أشهرها برج الجنوب (Steffl)، الذي يبلغ ارتفاعه 136 مترا، ويوفر إطلالة بانورامية على فيينا. كما تضم الكاتدرائية عدة مزارات وآثار تاريخية، مثل قبر الإمبراطور فريدريك الثالث، ومذبح القديس شتيفانس، وأعمال فنية للفنانين المشهورين مثل أنطون بيلير وألبرشت دورير.

تاريخ كاتدرائية القديس شتيفانس

تعود أصول كاتدرائية القديس شتيفانس إلى القرن الثاني عشر، عندما بُنِيَت كنيسة رومانية في نفس الموقع. في القرن الثالث عشر، تم توسيع الكنيسة وإضافة عناصر قوطية، مثل نافورة الماء المقدسة والمحراب، كما أنه في القرن الرابع عشر، تم بناء برج الجنوب، والذي استغرق 65 عاما لإكماله. في القرون التالية، شهدت الكاتدرائية المزيد من التغييرات والإضافات، مثل بناء برج الشمال والرواق الملكي والمذبح الأساسي. وعام 1722، تم تزيين سقف الكاتدرائية بألواح ملونة تصور شعارات المدن والأسر التي ساهمت في تجديدها.

أهمية كاتدرائية القديس شتيفانس

كاتدرائية القديس شتيفانس هي ليست مجرد مبنى ديني، بل هي رمز من رموز فيينا والهوية النمساوية. فهي شهدت على عدة أحداث تاريخية هامة، مثل تتويج الملوك والإمبراطورات، وزواج المشاهير، وجنازات الشخصيات المؤثرة. كما كانت مصدر إلهام للعديد من الفنانين والموسيقيين، مثل فولفغانغ أمادوس موزارت، ولودفيغ فان بيتهوفن، وفيلهلم كلاست. كذلك، لعبت دورًا هام في حفظ التاریخ والثقافة للشعب النمساوی خلال فترات صعبة ، مثل حروب نابولیون ، والحروب العالمیة ، وحکم نظام هیتلیر.

كاتدرائية القديس شتيفانس رمز من رموز فيينا.. تاريخ من الفن والإيمان
كاتدرائية القديس شتيفانس رمز من رموز فيينا.. تاريخ من الفن والإيمان

شخصيات  تتحدث عن كاتدرائية القديس شتيفانس

هناك العديد من الشخصيات التي تتحدث عن كاتدرائية القديس شتيفانس، ولكن أبرزهم هم:

  • كريستوف شونبورن: هو رئيس أساقفة فيينا وأرشيدوق النمسا الحالي، وهو يعتبر الكاتدرائية مكانا مقدسا ومهما للحياة الروحية والثقافية في فيينا. يقول: “كاتدرائية القديس شتيفانس هي قلب فيينا، وهي تعبر عن تاريخنا وهويتنا كشعب نمساوي”.
  • فولفغانغ أمادوس موزارت: هو أحد أشهر الموسيقيين في التاريخ، وهو ارتبط بالكاتدرائية بعدة طرق. فهو تزوج من زوجته كونستانزه في الكاتدرائية عام 1782، وألف عدة قطع موسيقية للكاتدرائية، وأخيرا تم دفنه في مقبرة الكاتدرائية عام 1791. يقول: “الكاتدرائية هي مصدر إلهام لي، وهي تحمل ذكريات جميلة وحزينة لحياتي”.
  • جيرهارت كلنكشت: هو قائد عسكري ألماني، وهو أنقذ الكاتدرائية من التدمير عام 1945، عندما رفض تنفيذ أوامر هتلر بإشعال النار في المدينة. يقول: “الكاتدرائية هي رمز من رموز الحضارة والإنسانية، ولا يجب أن تقع ضحية للحرب والجنون”.

زیارة كاتدرائیة القديس شتیفانس

 

يذكر أن  كاتدرائية القديس شتيفانس هي وجهة لا غنى عنها لأي زائر لفيينا. فهي تجمع بين الجمال والروحانية والتاريخ والثقافة في مكان واحد. تعكس الكاتدرائية قصة فيينا والنمسا عبر العصور، وتشهد على تطورها وتحدياتها. إذا كنت تبحث عن تجربة فريدة وممتعة في فيينا، فلا تفوت زيارة كاتدرائية القديس شتيفانس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى