شغف الأوريجامي.. إيمان محمد أول باحثة في الفن الياباني: تطويع الورق كانت هوايتي منذ الطفولة
نجاح أول معرض لفن الأوريجامي دفعني للاستمرار .. وقدمت أول رسالة علمية في القسم لهذا الفن
سيناء – محمود الشوربجي
منذ الطفولة استغرقها عالم الفنون التقليدية، مستفزة موهبتها الفطرية وارتقى هذا الشغف في المراحل الدراسية المتتالية. إلى أن بَلَغ مرحلة الاختصاص، لكن هذا الفَن من نوع آخر وبطريقة أخرى ممزوج بالإبداع. ألا هو الفن “الأوريجامي”، وهو فن ياباني عُرف بطي الورق وصنع المجسمات وانتشر في أرجاء العالم.
ويبدو أن تصنيع المجسمات الورقية في مرحلة الطفولة كان لهوًا، جميعنا نذكر في سن الطفولة كيف كنا نصنع قارب من الورق أو طائرة ورقية، أو نجم أو أشكالاً أخرى كثيرة جدًا. كل هذا وفقًا للأبحاث ينتمي إلى فن عَريق وقديم له علاقة وَطيدة بالهندسة الإقليدية والرياضيات الجَبرية.
فن الأوريجامي
وتنفرد مجلة «صوت القبائل العربية» بهذا الحوار الصحفي مع أول باحثة علمية استخدمت فن الأوريجامي في رسالتها العلمية والأكاديمية بسيناء.
تروي إيمان محمد عبد العظيم أبو الفرج، البالغ عمرها 39 سنة، من مواليد محافظة الدقهلية، والمقيمة في شمال سيناء منذ طفولتها، لموقع ومجلة «صوت القبائل العربية».. حينما بدأت التطلع إلى فن الأوريجامي وعلاقته بالدراسات العلمية، قررت تنفيذه ضمن رسالة الماجستير، وحصلت على رسالة الماجستير مستخدمة هذا الفن.
وهي أول باحثة علمية استخدمت الفن الأوريجامي ضمن دراستها العلمية الأكاديمية.. ما القصة؟
هذه اللوحة نالت إعجاب الحاضرين وقتها، مما أثار لدي الحماسة في التفكير لبدء تطبيق ذلك بما يخدم المادة التي أقوم بتدريسها وهي الرياضيات وأجمع بينها وبين الفن الذي أحببته.
الفضول أيقظ شغفها بالفن عندما وقفت تتأمل فن «طَيّ الورق»، فراحت تشكل لوحاتها بهذه التقنِية المُبتكرة مستكشفة الأدوات والطرق التي تمنحها الجودة الأدق والأفضل. إلى جانب التطلع لتطبيقها في الفصول الدراسية للطلاب كنوع من الابتكار وإثراء حركة الإبداع.
البداية
وتابعت “إيمان” بدأت دراستي الأكاديمية بداية من الدبلوم الخاص وتلاه تمهيدي الماجستير. في ذلك الوقت كان الأستاذ الدكتور صالح محمد صالح، العميد السابق لكلية التجارة بجامعة العريش، يُدَرس لنا مادة علمية. وعرضت عليه فكرة فن الأوريجامي وتطبيقه في الدراسة العلمية، ورحب جدًا بالفكرة. واستمر حلمي بتسجيل رسالة الماجستير الخاصة بي يتوجها عنوان يخص الفن الذي أحببته، وسجلت وقتها بدعم من الدكتور محمد علام رسالتي كأول رسالة ماجستير تضم متغير الأوريجامي في قسم مناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم تخصص الرياضيات.
وتقول إيمان محمد، أنها كانت أول رسالة علمية في القسم كله تضمنت هذا الفن، ودعمتني مشرفتي الدكتورة نانسي عمر والدكتور نبيل المصيلحي، وكان الجزء العملي في الرسالة يخص كيفية استخدام الأوريجامي في تنمية مهارات التفكير البصري في الهندسة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية الصف الخامس الابتدائي، وكيفية شرح دروس الهندسة بالأوريجامي وتمت الموافقة على الرسالة وتحديد ميعاد مناقشتها.
وأردفت قائلة، “كنت بشوف رسالتي بتكبر معايا وقدامي وكنت فرحانة بكل خطوة فيها، ووالدي ووالدتي كانوا دائمين التشجيع لي، حتى اقتراب موعد مناقشة الرسالة بأسبوع واحد فقط، وتوفى والدي رحمة الله عليه، وهو في أتم الاستعداد لهذا اليوم، لكن قدر الله تعالى أن يرحل قبل الموعد. أمّا المناقشين والمشرفين بادروا بسؤالي إن كنت أرغب في تأجيل موعد المناقشة، لكن بعد مناقشات مع أسرتي اتخذت قرار إنني أناقش في نفس الموعد تلبية لرغبة والدي.
وتستكمل حديثها عن يوم المناقشة، عند دخولي قاعة المناقشة تخيلت أبي وهو جالس مع الحضور وكأنه موجود، الأصدقاء والزملاء ووكيل وزارة التربية والتعليم وقيادات المديرية ورئيس قسم المناهج وأعضاء القسم جميعهم حاضرين وامتلأت القاعة عن آخرها، كانت المناقشة مثمرة، وفي النهاية تم منحي درجة الماجستير في التربية قسم مناهج وطرق التدريس وتكنولوجيا التعليم تخصص الرياضيات بدرجة ممتاز مع التوصية بالتبادل بين الجامعات ومعاهد البحوث المصرية.
ملكة الأوريجامي
وقالت أنها رفعت الرسالة على موقع دار المنظومة للإفادة العامة لكل الباحثين وصدقة جارية على روح والدها، مشيرة إلى أن الحلم الجميل التي سعت من أجله سنوات بات حقيقة الآن، مما حفذها أكثر بالتعمق واستكمال درجة الدكتوراة في ذات التخصص.
وصممت الباحثة أول لوحة أوريجامي سيناوية، بالإضافة إلى العديد من الورش التدريبية عن فن الأوريجامي منها زينة رمضان وفي قصور الثقافة والمديريات والإدارات المختلفة بمدينة العريش. كما شاركت في عدد كبير من المعارض في المحافظات الأخرى وخصوصا جنوب سيناء وبورسعيد والإسكندرية والقاهرة وغيرها، وجرى تكريمها في عدد من الاحتفالات الرسمية وتوجت بلقب ملكة الأوريجامي.