“وادي ماجد”.. معركة خالدة تعتز بها القبائل البدوية
“وادي ماجد” من الذكريات التي ظلت خالدة يعتز بها أبناء مطروح والصحراء الغربية والتي قاوم فيها قبائل أولاد علي الإنجليز عام 1915. لتظهر تلك المعركة وطنية وشجاعة أبناء الصحراء الغربية.
وعلى الرغم من مرور 107 أعوام كاملة على هذه المعركة العظيمة إلا أن ذكرى المعركة مازالت مستمرة. وخاصة أنها قامت بصحراء مطروح قبائل أولاد على ليتباهوا بما قاما به أجدادهم. وليصبح ذلك العيد القومي لمحافظة مطروح للاحتفال به في 15ديسمبر من كل عام.
انتصار البدو في معركة وادي ماجد
وفي هذا الصدد قال الدكتور محمد فوزي أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة مطروح. أن هناك قصة لانتصار بدو مطروح على الإنجليز ودور بعض الشخصيات التي كان لها تأثير كبير في تحقيق الانتصار. منوهًا أنه عقب وصول الإنجليز لمطروح، قام المجاهد الشهير حسين العاصي بإرسال مراسيل ينبهون القبائل المحيطة لمحافظة مطروح بالتمركز غربي مرسى مطروح، وانخدع الإنجليز أن البدو يتجهوا إلى أماكن الماء من هذه المنطقة التي تتميز بوجود مياه الآبار الرومانية. وبدأت القبائل تتوافد من سيدي حنيش ورأس الحكمة ومرسى مطروح في اتجاه الغرب. وقطنت في وادي ماجد المجاور لمرسى مطروح لمدة 20 يوما.
كما لفت أستاذ التاريخ الإسلامي، أن الإنجليز يشعرون بمكيدة تدبر من قبل العرب بعد تزايد أعدادهم وكانوا مسيطرين على المدينة سيطرة كاملة. وكان يمثلهم الجنرال إسنار قائد قوات الاحتلال البريطاني بالصحراء الغربية وروبل قائد منطقة مرسى مطروح،وذهب روبل إلى منزل العمدة يونس الدر بالى وطلب منه أن يقنع القبائل بعدم المقاومة والرحيل شرقي مرسى مطروح. ولكن يونس الدربالى أصدر أوامره عكس ما طلب القائد الإنجليزي وفى وادي ماجد اجتمع زعماء القبائل حسين العاصي وعبد الرحمن طرام ومحمد الدربالى وحميدة عطيوة وأصدروا تعليماتهم إلى القبائل بالتحرك والتمركز في وادي ماجد. وتولى قيادتهم في هذه المعركة المجاهد حسين العاصي ومعه زعماء القبائل وتم وضع الأطفال والنساء بخيامهم في مؤخرة الوادي غربا”.
وأوضح أستاذ التاريخ الإسلامي. أن قوات الأعداء متجمعة في القاعدة الأساسية مطروح وقوامها فرسان محمولون على الخيول ومسلحون بالبنادق والسيوف وعربات مدافع تجرها البغال و4 قطع بحرية وطائرة هليكوبتر. وقد قدر عدد هذه القوات بما يزيد على 2500 جندي وضابط.
بداية معركة وادي ماجد
وقال فوزي، إنه مع بداية المعركة تحركت قوات الإنجليز فى اتجاه الغرب. واتخذت الساحل لتعقب المجاهدين. وبدا أسنار بضرب طلقات نارية واشتعل الميدان بالنيران من الطرفين. واستعملت فيه البحرية والمدفعية والبنادق من قبل الأعداء. وصار القتال محتدما طوال النهار وحتى مغيب الشمس تفوق فيه المجاهدون على الأعداء الذين أصيبوا بخسائر كبيرة قدرت بحوالي 40 ضابطا وأضعافهم من الجنود إلى جانب أكثر من 150 حصانا. وأصيب قائد المجاهدين حسين العاصي. ولكن أولاده عبد الكريم وعلى وقفا حوله مدافعين ببسالة حتى أصيبا.
واستكمل فوزي حديثه، أنه بدأ بعد ذلك الجنرال “أسناو” محاولة الاقتراب من مخيمات النساء والأطفال، إلا أن المجاهد صالح السمالوسى أطلق عليه النار فقتله. وقام جنوده بتوجيه الرصاص ناحية المجاهد. فاستشهد والكثير من النساء والأطفال،فيما انتهى اليوم الأول وفى اليوم الثاني. قاموا بقصف قرية أم الرخم الحالية. وهدم الكثير من المنازل وفى اليوم الثالث 13 ديسمبر عاودت القوات الإنجليزية هجومها على المجاهدين في معركة وادي ماجد. واستطاعوا القبائل البدوية “المجاهدون” صدهم.
واختتم أستاذ التاريخ الإسلامي، قائلا يجب أن نفتخر بكل بدو من أبناء مطروح. بذلك الانتصار الذي تحقق بفضل أجدادهم. وليكون ذلك عيدا قوميا فى 15 ديسمبر من كل عام.