تاريخ ومزارات

“الظلال من جدران الموت”.. الكتاب الأخطر في العالم وهذا ما فعله في كل من قرأه

أسماء صبحي

عزيزي القارئ، إذا كنت تفكر في قراءة هذا الكتاب، فكر مجددًا. إنه ليس كتابًا عن السحر أو الشعوذة، بل هو كتاب يحمل في طياته خطورة مميتة. الكتاب الذي نتحدث عنه هو “الظلال من جدران الموت”، وهو كتاب فلسفي يعد الأخطر في العالم. ألّفه الكاتب الأمريكي روبرت سي كيدزي في عام 1863، ويختلف عن أي كتاب آخر.

سر الكتاب الأخطر في العالم

الكتاب لا يحتوي على نصوص باستثناء صفحة العنوان والمقدمة التي كتبها كيدزي. باقي صفحاته، التي يبلغ عددها 86 صفحة، ليست إلا عينات من ورق الحائط المنتشر في أمريكا آنذاك. لكن ما يميّز هذا الكتاب القاتل هو أنه مغلف بنسب قاتلة من الزرنيخ، المادة السامة التي كانت تستخدم لقتل الشخصيات المهمة، ومن بينهم نابليون بونابرت.

علماء كثيرون حاولوا فك سر هذا الكتاب القاتل، ليكتشفوا أن الزرنيخ الذي يغلف صفحات الكتاب هو السبب في الموت الحتمي لأي شخص يلمسه أو يشم رائحته. وبعد اكتشاف هذه الحقيقة، أصبح من الممكن قراءة الكتاب بشرط ارتداء قفازات وقناع واقٍ للوجه.

تم إصدار 100 نسخة من هذا الكتاب، لكن لم يتبق منها سوى نسختين محفوظتين في جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة. هاتان النسختان محتفظ بهما في قسم خاص، بعيدًا عن أي تفاعل بشري، وقد تم تغليف كل صفحة بعناية لمنع تسرب الزرنيخ. ولا يمكن الاقتراب من هذه النسخ أو استعارتها إلا بعد الحصول على تصريح خاص واتباع إجراءات السلامة الصارمة.

سبب كتابة هذا الكتاب

قد تتساءل، عزيزي القارئ، لماذا قام كيدزي بكتابة هذا الكتاب القاتل؟. في الواقع، كيدزي توصل إلى دراسة تحذّر من خطورة استخدام ورق الحائط الملون، الذي كان شائعًا في الولايات المتحدة في القرن الثامن عشر، بسبب احتوائه على معدلات خطيرة من الزرنيخ. ولأنه لم يستمع أحد لتحذيراته، قرر كيدزي القيام بهذه الخطوة الفريدة. جمع عينات من ورق الحائط السام ووضعها في 100 كتاب، وقام بتوزيعها على المكتبات في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

بعد وفاة كيدزي، أخذت السلطات تحذيراته على محمل الجد. وتم حظر استخدام ورق الحائط السام وجمع الكتب وتدميرها، باستثناء نسختي جامعة ميشيغان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى