يوم عاشوراء في البحر الأحمر.. طقوس تتوارثها الأجيال لدرء الشر
دعاء رحيل
يحتفل العالم العربي والإسلامي من كل عام بـ يوم عاشوراء. وتتسم كل بتقاليد معينة وخاصة في طابعها في الاحتفال، ولكن يتمسك أهالي جنوب البحر الأحمر بعادتهم وتقاليدهم وخاصة يوم عاشوراء. حيث تعارفت القبائل هناك على ذبح الذبائح لجلب الخير، خاصة الأمطار. وكذلك منع حدوث الشر، ولتجنب انتشار الأمراض.
وتذكر قبائل المنطقة على تسمية الشهر المقابل لشهر محرم باللغة البجاوية (بالبداوييت) اسم “كمتيت سليلت” أو “نارود”. والذي تحرص فيه القبائل على الذبح عن إبلها وكذلك بقية ماشيتهم. فنجد مسمى الشهر “كمتيت” نسبة للإبل والمفرد “كام” و”سليلت” من الصلاة وتعنى التصدق هنا. ويتم ذلك فى يوم عاشوراء وسط الإبل فى مراعيها بعد تجميعها.
بركة الصدقة
وفي هذا السياق قال على دورا، باحث بيئى ومن أبناء الجنوب. إن أهالى الجنوب دائما يستضيفون من يعبر لهم على إبل شاردة ويكون قد بدأ الذبح. فالجميع يكون مع إبله لتنال من بركة الصدقة وذلك، فى صباح يوم عاشوراء حيث يجرى الذبح.
فيما أكد دورا، أنه يتم طبع اليدين على ظهور ورقاب الإبل بعد وضعها على الدماء المسالة من الذبيحة. وتكون على خمسة مواضع على جهة اليمين “الرقبة. وفخذ الرجل الأمامي، واثنان على أسفل السنام وعلى فخذ الرجل الخلفى”. ثم يأتي بعد ذلك مرحلة توزيع لحوم الذبيحة بعد طهيها.
عمل فتة لحم يوم عاشوراء
ومن جهته، نوه الشيخ علي جامع، أحد مشايخ المنطقة، إن لحوم الذبيحة لا تقدم بدون طبخ، ولكن تقدم بعد تسويتها. حيث يتم عمل فتة لحم مع خبز القبورى المعروف لأهالي الجنوب.
وقال الشيخ جامع : “كما يتم أيضا تحضير ما يعرف بـ”السلات”، وهو اللحم المشوى ويتم ذلك بجمع حجارة البازلت السوداء ووضعها على النار حتى تمتص الحرارة. ثم يوضع فوقها أجزاء الذبيحة بعض تنظيفها بالدهن أو الشحم ويتم إعطاء نصيب من أطيب جزء من لحم الذبيحة يعرف بـ”القدب” ويعرف بالبرك. وهو الجانب الأيسر من ضلوع الشاة ويمنح للضيوف من غير القبيلة وإن كان شخصا واحدًا وهى من مظاهر الكرم. وإن كانوا مجموعة يتم تقسيم هذا “القدب” بينهم بالتساوى.
وأوضح جامع، أنه بعد تناول الطعام يتم إقامة سباق للهجن إيمانًا واعتقادًا منهم بأن أرجل الإبل تجلب الخير للأرض التي تدوس عليها. وحين رؤية إبل قادمة من بعيد وإن كانت لآخرين يلوح لها ويقول: “كرامة مبروكة” طلبًا منهم أن يتسابقوا بإبلهم ليمنحوا الأرض الخير.
والجدير بالذكر أن المسلمين يقدموا علي الصيام اليوم التاسع والعاشر من محرم في السنة الهجرية. وذلك اليوم الذي نجي الله سيدنا موسي عليه الصلاة والسلام من فرعون وأعوانه. فيما يحتفل بهذا اليوم المسلمين بجميع أنحاء الدول العربية الإسلامية بالصيام لبركة اليوم. ويقدم المصريين في يوم عاشوراء علي تقديم بعض الاكلات ومنها طبق القمح والمربوط بإسم عاشوراء.