مقبرة توت عنخ آمون.. لغز الفرعون الذهبي الذي حير العالم

تحظى مقبرة الملك توت عنخ آمون، أحد ملوك الأسرة الثامنة عشرة (1336-1327 ق.م)، بشهرة استثنائية كونها المقبرة الملكية الوحيدة في وادي الملوك التي وُجدت بكامل محتوياتها دون أن تتعرض للنهب. منذ أن نجح عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في اكتشافها عام 1922، تصدرت أخبارها عناوين الصحف العالمية، حيث أذهلت الكنوز الذهبية والمقتنيات الفاخرة المكتشفة العالم، لتصبح المقبرة أيقونة أثرية تُمثل مصر وحضارتها العريقة، ولا يزال اكتشافها واحدًا من أعظم الإنجازات الأثرية حتى يومنا هذا.
لغز الفرعون الذهبي
من بين المقتنيات الفريدة التي عثر عليها داخل المقبرة، برزت الأبواق العسكرية التي استُخدمت في الاحتفالات الملكية، لكن هذه الأبواق لم تكن مجرد قطع أثرية، بل ارتبطت بأسطورة غامضة أثارت الجدل. في عام 1939، وبعد أكثر من ثلاثة آلاف عام على صناعتها، طلبت بريطانيا من الحكومة المصرية تجربة العزف على أحد هذه الأبواق، فتم إرسال العازف جيمس تابيرن من فوج الفرسان الملكي البريطاني لتنفيذ التجربة عبر بث مباشر. لكن بعد العزف بيوم واحد فقط، اندلعت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر، والتي أودت بحياة أكثر من 70 مليون شخص وتكبدت فيها بريطانيا خسائر فادحة.
لم تتوقف اللعنة عند هذا الحد، فبعد نحو ثلاثين عامًا، تكررت التجربة مرة أخرى، أعقبها وقوع نكسة 1967 التي عاشتها مصر، ثم في عام 1990، تزامنت التجربة الثالثة مع اندلاع حرب الخليج. أما التجربة الرابعة والأخيرة، فكانت عام 2011، قبيل اندلاع ثورة 25 يناير، مما جعل البعض يلقب البوق بـ”الملعون”، حيث ارتبط استخدامه بوقوع أحداث كبرى ومآسي عالمية.
ورغم مرور قرون على وفاته، لا يزال الملك توت عنخ آمون يحظى باهتمام عالمي فريد، حيث يعد الفرعون الوحيد تقريبًا الذي تعرض مقتنياته في جولات عالمية خاصة، كان آخرها معرض “كنوز الفرعون الذهبي” عام 2019، والذي جاب مدنًا عالمية مثل لوس أنجلوس، باريس، ولندن، واستقطب أكثر من مليون و400 ألف زائر، وحقق عائدات تجاوزت 30 مليون يورو في باريس وحدها. ومع انتهاء هذه الجولة، تقرر للمرة الأولى عرض جميع مقتنيات الملك كاملة داخل المتحف المصري الكبير، ليظل توت عنخ آمون محور اهتمام الباحثين والسياح، وسط أسرار وأساطير لا تزال تحيط به حتى اليوم.