رحلة حياة الوالدة باشا من النبل والسخاء إلى بناء التراث والتعليم
تعتبر الأميرة أمينة هانم إلهامي واحدة من أبرز الشخصيات في القرن العشرين، حيث لا يزال ذكرها حيًّا في قلوب الناس وفي القصر الذي يحمل اسمها، الذي كان مركزًا لعملها الخيري وتربيتها النبيلة. تميزت بعصمتها وبوجودها كأم للمحسنين، وأطلق عليها لقب “الوالدة باشا”، وكانت قدوة في الجود والسخاء والبر والإحسان.
ولدت أميرة أمينة هانم إلهامي في 24 مايو 1858، وهي الابنة الكبرى للأمير إبراهيم إلهامى بن عباس حلمى الأول بن طوسون باشا بن محمد على باشا ونسرين قدين. تعلمت القراءة والكتابة باللغتين العربية والتركية، ونشأت في بيئة تمتزج فيها القيم الدينية والتقاليد الثقافية.
تزوجت من الأمير محمد توفيق في عمر الخامسة عشرة، وقام حفل الزفاف بما يليق بمكانتهما الاجتماعية، وعُرف باسم “أفراح الأنجال”. بعد تولي الخديوي توفيق للعرش، برزت أمينة هانم بشكل لافت في خدمة الفقراء والمحتاجين ورعاية الجمعيات الخيرية في مصر.
أسست مدارس الإلهامية والعديد من المشاريع التعليمية، وقدمت الدعم المالي للعديد من البعثات الدراسية. لُقبت بـ “حرم الخديوي” وتحظى بتقدير كبير من السلطان العثماني عبدالحميد، وقامت ببناء قصر جديد في إسطنبول يحمل اسمها، وقبة ضخمة في صحراء المماليك تُعرف بـ “قبة أفندينا”.
أديت واجباتها كزوجة للخديو توفيق بكل اعتزاز، وبعد وفاته، ركزت على تربية أبنائها وتحفيزهم على الإنجاز في الحياة. أُنجبت خمسة أبناء، وكرست حياتها لخدمة الناس وخدمة الوطن.
رحلت أمينة هانم عام 1931، تاركة وراءها إرثًا عظيمًا من العطاء والخدمة والنبل.