ذكرى انتصار ابن طباطبا على والي الكوفة.. هل له آثار باقية بمصر؟

أميرة جادو
تحل اليوم ذكرى انتصار ابن طباطبا على والي الكوفة المعين من قبل الخليفة العباسي المأمون، وذلك في مثل هذا اليوم 17 فبراير من عام 815م. جاء هذا الانتصار بعد أن تعاظم نفوذه، خاصة عقب انضمام أهل الكوفة والأعراب إليه، إلا أن الأقدار شاءت أن يرحل فجأة صبيحة هذا النصر. ومع ذلك، لم تتوقف حركته، بل استمرت وتعاظمت حتى تمكن العباسيون من القضاء عليها.
من هو ابن طباطبا؟
اسمه الكامل أبو الحسن ابن طباطبا محمد بن أحمد بن محمد الهاشمي القرشي، ولد في أصبهان وتوفي بها، وكان من الشعراء والأدباء البارزين في عصره. تميز برؤيته التجديدية في علم العروض، حيث وضع منهجًا سهّل فهمه وأزال تعقيده. كما كان مولعًا بالحديث الشريف، وخلّف العديد من المؤلفات المهمة، من بينها:
- سنام المعالي
- عيار الشعر
- كتاب في العروض
- تهذيب الطبع
- الشعر والشعراء
- نقد الشعر
مشهد آل طباطبا.. أثر إسلامي خالد في مصر
لا تزال آثار ابن طباطبا حاضرة حتى اليوم، ومن أبرزها مشهد آل طباطبا في مصر، وهو ضريح أثري تم تأسيسه في القرن الرابع الهجري، العاشر الميلادي، على يد محمد بن طغج الإخشيدي، مؤسس الدولة الإخشيدية، بين عامي 935م و946م. يُعَدُّ هذا المشهد واحدًا من التحف المعمارية الإسلامية المميزة، حيث بُني من الطوب الآجر، ويضم محرابًا في جداره الشرقي، ويتميز بتصميمه الهندسي الذي يقسمه إلى ثلاثة أروقة تدعمها صفوف من الدعائم المتعامدة.
نقل مشهد آل طباطبا
في 11 فبراير 2021، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن بدء أعمال نقل مشهد آل طباطبا من موقعه الحالي بالجهة الشرقية من عين الصيرة إلى الجهة المقابلة بجوار المتحف القومي للحضارة المصرية. وذلك لحمايته من تسرب المياه الجوفية. جاءت هذه الخطوة بعد دراسات هندسية دقيقة وموافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية.
وفي 2 أبريل من نفس العام، أكدت الوزارة أنها انتهت من مشروع إنقاذ ونقل وترميم المشهد بموقعه الجديد. بعد أن كان يعاني من ارتفاع منسوب المياه الكبريتية في موقعه القديم. حيث بلغ ارتفاع المياه حوالي 2.70 متر، مما شكل خطرًا كبيرًا على بنيته المعمارية. لهذا، كان من الضروري فكه ونقله باستخدام الأساليب العلمية الحديثة لضمان بقائه كأحد المعالم الأثرية الإسلامية المهمة.