تل الربع: كنز أثري يكشف حضارة الدقهلية القديمة
أسماء صبحي
يعد تل الربع من أبرز المعالم التاريخية في محافظة الدقهلية، حيث يمثل جزءًا من الحضارة المصرية القديمة ويكشف عن جزء من تاريخ الإقليم الذي كان ذات يوم مركزًا للحضارة والتجارة في الدلتا.
ويقع التل بالقرب من مدينة المنصورة، وهو موقع أثري يحمل في طياته الكثير من الحكايات والآثار التي تعود لعصور مختلفة، بدءًا من الفراعنة وحتى الفترات اللاحقة.
أهمية تل الربع التاريخية
كان تل الربع في الماضي يعرف باسم “منديس”، وهي مدينة قديمة كانت مركزًا دينيًا وتجاريًا مهمًا خلال العصور الفرعونية، وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى الإله “بنجد” الذي كان يعبد في تلك المنطقة.
اشتهرت المدينة بأهميتها الدينية والاقتصادية، حيث كانت مركزًا لعبادة الإله وموقعًا لاحتفالات دينية كبيرة، مما جعلها محطة جذب للحجاج والتجار من مختلف أنحاء مصر القديمة.
الاكتشافات الأثرية
شهد تل الربع عدة حملات تنقيب أثري عبر العقود، وأظهرت هذه الحملات العديد من الاكتشافات التي تلقي الضوء على مدى أهمية هذا الموقع، وتم العثور على معابد وتماثيل وأوانٍ فخارية تعود لفترات مختلفة، مما يعكس تنوع الحضارات التي مرت على المنطقة، وبعض هذه الآثار تعرض الآن في المتاحف المصرية وتعتبر من الكنوز الأثرية الهامة التي تبرز تاريخ الدقهلية القديم.
يقع تل الربع في منطقة زراعية خصبة، مما يضفي على زيارته طابعًا خاصًا يجمع بين الطبيعة والتاريخ، ويعد وجهة مثالية لعشاق التاريخ والباحثين عن الآثار، حيث يمكن للزوار التجول في الموقع والتعرف على تاريخه من خلال اللوحات الإرشادية والمعلومات المتاحة عن الموقع.
جهود الحفاظ على تل الربع
تبذل السلطات المحلية والمختصون في مجال الآثار جهودًا مستمرة للحفاظ على تل الربع وصيانته من التدهور الطبيعي أو التدخلات البشرية، وتجرى محاولات لترميم الموقع وجعله جزءًا من المزارات السياحية في المحافظة، ما يساهم في تعزيز الوعي بأهمية التراث المصري والموروث الثقافي لمحافظة الدقهلية.
وتعتبر زيارة تل الربع رحلة إلى الماضي، حيث يمكن للزائرين استكشاف جزء من تاريخ مصر العريق والتعرف على جزء من الهوية الثقافية لمحافظة الدقهلية، ويمثل التل رمزًا للحضارة المصرية القديمة ويذكرنا بالدور التاريخي الذي لعبته الدلتا كمركز للثقافة والتجارة والسياسة.