“اللي على راسه ريشة”.. لن تصدق قصة هذا المثل الشعبي

أميرة جادو
الأمثال الشعبية تحمل في طياتها سحرًا خاصًا ومنطقًا فريدًا، يعكس تجارب الناس وحكمتهم، ويستخدمها المصريون في مختلف المواقف الحياتية. ومن بين هذه الأمثال التي انتشرت على نطاق واسع مثل “اللي على راسه ريشة”، الذي يُقال عادةً عن الشخص الخبيث الذي يظن أن الكلام موجه إليه، فيفتعل المشكلات.
قصة “اللي على راسه ريشة”
تعددت الروايات حول أصل هذا المثل، لكن أكثرها شيوعًا تحكي عن رجل سرقت منه دجاجة في إحدى القرى. لم يتحمل الرجل فقدان دجاجته، فذهب إلى شيخ القرية ليشكو له ما حدث، ويطلب منه المساعدة في العثور على السارق.
قرر شيخ القرية حل اللغز بحكمة ودهاء، فأمر بجمع أهل القرية، وبدأ في سرد القصة أمامهم، معلنًا أنه يعرف السارق، وأنه إذا لم يعترف بنفسه، سيكشف اسمه أمام الجميع. كانت تلك مجرد حيلة منه لمراقبة ردود أفعال الحاضرين.
وبينما كان يتحدث، سأله أحد الرجال: “هل تعرف السارق حقًا؟”، فأجابه الشيخ: “نعم”. ثم سأله: “هل هو بيننا الآن؟”، فأكد الشيخ ذلك. فتابع الرجل بأسئلة أخرى: “وما هي ملامحه؟”
بهدوء شديد، قال الشيخ: “على رأسه ريشة”، قاصدًا بذلك أنه أثناء سرقة الدجاجة، علقت بعض الريشات في رأس السارق. لم يتمالك اللص أعصابه، ومدّ يده إلى رأسه ليتحسسها، ففضح نفسه دون أن يشعر، وعرفه الجميع. ومنذ ذلك الحين، أصبح يقال: “اللي على راسه ريشة”، ثم تطور المثل لاحقًا إلى الصيغة الأكثر شهرة: “اللي على راسه بطحة”.