إيزادورا.. أسطورة الحب الخالد في قلب تونا الجبل

على أرض تونا الجبل بمحافظة المنيا، تتجسد واحدة من أروع قصص الحب التي خلدها التاريخ. بطلتها إيزادورا، الفتاة اليونانية التي أصبحت رمزًا للتضحية في سبيل الحب، حتى لقبت بأول شهيدة للحب. لم تكن قصتها مجرد ذكرى منسية بين جدران الماضي، بل كانت مصدر إلهام للكثيرين، حتى إن عميد الأدب العربي طه حسين كان يحرص على زيارة مقبرتها، مضيئًا الشموع ومشعلًا البخور احترامًا لذكراها خلال إقامته في المنطقة.
من هي إيزادورا
تضم منطقة تونا الجبل العديد من المعالم الأثرية الفريدة، مثل مقبرة كبير الكهنة بيتوزيروس، السراديب الغامضة، الساقية الرومانية، ولوحة الحدود، إضافة إلى استراحة طه حسين.
ولكن تبقى مقبرة إيزادورا من أهم المواقع التي تشد الزوار. فهي تحكي قصة حب مأساوية تعود إلى عصر الإمبراطور هادريان، حيث وقعت الفتاة الصغيرة في حب شاب من أهل مصر. غير أن والدها، حاكم الإقليم، رفض هذه العلاقة بشدة وحال بينها وبين محبوبها، فما كان منها إلا أن اختارت إنهاء حياتها.
تفاصيل النهاية المأساوية لإيزادورا لا تزال غامضة، ولكن الكتابات اليونانية المنقوشة على لوح رثائها تشير إلى احتمال غرقها، بينما حملت الكلمات حزنًا عميقًا على فراقها المبكر.
لم تكن هذه المقبرة مجرد مكان للدفن، بل صارت مزارًا روحيًا يجد فيه عشاق التاريخ والسياحة لمحة من الوفاء الأبدي، حيث لا يزال السائحون يتوافدون عليها لرؤية شاهد الحب الخالد الذي لم يطوه الزمن.