تاريخ ومزارات

طابية عرابي في الإسماعيلية: رمز المقاومة والتاريخ العسكري

أسماء صبحي

تعد طابية عرابي أحد أبرز المعالم التاريخية في مدينة الإسماعيلية. حيث تمثل شاهدًا على فترة من أهم فترات المقاومة المصرية ضد الاحتلال البريطاني. ويعود تاريخ هذه القلعة إلى أواخر القرن التاسع عشر، حينما كانت مركزًا دفاعيًا رئيسيًا لقوات أحمد عرابي خلال ثورته ضد الخديوي توفيق والتدخل الأجنبي في مصر.

تاريخ طابية عرابي

تأسست الطابية عام 1882 كجزء من التحصينات الدفاعية لحماية منطقة قناة السويس. خاصةً مع تصاعد التوتر بين قوات أحمد عرابي والجيش البريطاني. كما كانت الطابية تضم عددًا من المدافع والثكنات العسكرية، وكانت موقعًا استراتيجيًا شهد معركة التل الكبير الشهيرة. التي انتهت بهزيمة الجيش العرابي ودخول البريطانيين القاهرة.

تتميز الطابية بتصميمها العسكري القوي، حيث شُيدت من الطوب الحجري والرملي. مع تحصينات وأسوار سميكة قادرة على تحمل الهجمات. كما تشمل الطابية عدة ممرات داخلية، وأبراج مراقبة، وخنادق كانت تُستخدم لحماية الجنود أثناء القتال. وأهم ملامح الطابية:

  • الجدران السميكة التي صممت لامتصاص ضربات المدافع والرصاص.
  • الأبراج الدفاعية التي كانت تستخدم لمراقبة تحركات الأعداء.
  • الخنادق المحيطة بها والتي كانت وسيلة للدفاع ضد أي هجوم مباشر.
  • المداخل المحصنة التي صممت لمنع أي تسلل غير مرغوب فيه.

دور الطابية في التاريخ المصري

على الرغم من سقوط الطابية بيد القوات البريطانية بعد معركة التل الكبير، إلا أنها ظلت رمزًا لمقاومة الاحتلال. حيث شهدت العديد من المحاولات لإعادة السيطرة عليها. وبعد انتهاء الحقبة العرابية، تم استخدامها كموقع عسكري بريطاني خلال فترات الاحتلال. ثم أهملت لفترة طويلة قبل أن تتخذ الحكومة المصرية خطوات للحفاظ عليها.

ويقول الدكتور محمد عبد المقصود، الخبير في الآثار العسكرية، إن طابية عرابي ليست مجرد موقع عسكري قديم. بل هي رمز لمقاومة الاحتلال البريطاني وشاهد على تضحيات الجنود المصريين في معركة التل الكبير. كما إن الحفاظ عليها وترميمها يُعد جزءًا من مسؤوليتنا تجاه التاريخ.

ورغم أهميتها التاريخية، تعاني الطابية من الإهمال، حيث تحتاج إلى ترميم وصيانة للحفاظ على هويتها العسكرية. ومع ذلك، لا تزال الطابية وجهة مهمة للباحثين في التاريخ العسكري المصري، حيث تشكل نقطة اهتمام لمن يريدون معرفة تفاصيل الثورة العرابية وأحداث التل الكبير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى