قرية المهندسين بالإسماعيلية: تحفة معمارية على ضفاف القناة

أسماء صبحي
تعرف مدينة الإسماعيلية بأنها “عروس القناة”، حيث تحتضن العديد من المواقع التاريخية والطبيعية التي تعكس جمالها وأهميتها الاستراتيجية. ومن بين هذه المواقع المميزة، تبرز قرية المهندسين، والتي تُعرف أيضًا بـ”الواحة”، كواحدة من أبرز المعالم العمرانية التي تحمل بصمة تاريخية مميزة. كما تجمع القرية بين الطراز الأوروبي الكلاسيكي والبيئة المصرية الفريدة، مما جعلها واحدة من أهم المناطق التراثية في الإسماعيلية.
تاريخ قرية المهندسين
يعود تاريخ إنشاء القرية إلى أواخر القرن التاسع عشر. حيث كانت جزءًا من مخطط بناء مدينة الإسماعيلية الحديثة خلال فترة حفر قناة السويس. وقد تم تصميمها لتكون مقرًا لإقامة المهندسين والخبراء الفرنسيين الذين أشرفوا على المشروع الضخم. لذلك جاءت مبانيها بطابع معماري أوروبي، يشبه إلى حد كبير الطراز الفرنسي الريفي.
ومع مرور الزمن، أصبحت القرية من أهم أحياء الإسماعيلية. حيث احتضنت العديد من الشخصيات البارزة التي شاركت في إدارة القناة وتطوير المنطقة. كما شهدت أحداثًا تاريخية مهمة خلال فترة الاحتلال البريطاني لمصر، إذ كانت مركزًا لبعض التحركات العسكرية والمفاوضات بين الجانبين المصري والفرنسي.
التصميم المعماري المميز للقرية
تتميز القرية بتصميمها المعماري الفريد، حيث تمزج بين العناصر الأوروبية والطابع الريفي الهادئ. مما يمنحها طابعًا خاصًا لا يوجد في أي منطقة أخرى بالإسماعيلية. ومن أبرز ملامحها:
- المباني الحجرية القديمة التي بنيت على الطراز الفرنسي الكلاسيكي.
- الأسقف العالية والنوافذ الواسعة التي توفر تهوية جيدة وتحاكي النمط المعماري الأوروبي.
- الشوارع المرصوفة بالأحجار، والتي تعطي المكان طابعًا تاريخيًا مميزًا.
- الحدائق والمساحات الخضراء التي تحيط بالمنازل، مما يجعل القرية تبدو وكأنها جزء من الريف الفرنسي.
دور القرية في تاريخ قناة السويس
لعبت قرية المهندسين دورًا محوريًا في تاريخ قناة السويس، حيث كانت موطنًا للعديد من المهندسين الذين أشرفوا على المشروع. كما أنها شهدت قرارات مهمة متعلقة بإدارة القناة خلال فترات مختلفة. وحتى بعد تأميم القناة في عام 1956، ظلت القرية تحتفظ بأهميتها. حيث سكنها بعض الخبراء والمسؤولين عن تشغيل القناة وتطويرها.
ويقول الدكتور هشام سلام، الباحث في التاريخ المصري الحديث، إن قرية المهندسين ليست مجرد حي قديم في الإسماعيلية، بل هي جزء من تاريخ قناة السويس. وتعكس كيف تداخلت الثقافات الأوروبية والمصرية خلال فترة بناء القناة. الحفاظ عليها وترميم مبانيها يمكن أن يجعلها وجهة سياحية متميزة.