في عهد محمد علي.. قصة إنشاء أول مدرسة للتمريض في مصر

أسماء صبحي
بعد أن أنشأ محمد على باشا مدرسة الطب فى أبى زعبل سنة 1827م، تأكد من أهمية إلحاق جناح للولادة ومدرسة مولدات بالمستشفى، ولكنة وجد صعوبه كبيرة في الحصول على طالبات لهذه المدرسة، وقد تغلبت الحكومة على هذه المشكلة بأن قامت بشراء عشر فتيات حبشيات وسودانيات من سوق العبيد وألحقهن بالمدرسة، كما ضمت إليهن اثنين من الأغوات من القصر بالقلعة.
وفى عام 1835 تم ضم عشر جواري أخريات تم شراؤهن ليصل العدد إلى اثنين وعشرين طالبة، ثم زاد العدد بإلحاق عشر فتيات صغيرات يتيمات كن مريضات أرسلن للمستشفى للعلاج، وبعد شفائهن لم يطلبهن أقاربهن فألحقهن الحكومة بالمدرسة، وفي جناح الولادة الصغير الذي بني ملاصقا لمستشفى أبي زعبل تم تعليم المجموعة السابقة من الطالبات مبادئ الولادة.
ونظرا لأن هؤلاء الطالبات كن أميات فقد بدئ بتعليمهن القراءة والكتابه باللغة العربية، وفي سنة 1837 تم تعين مس جولت Golt الفرنسية مولدة للقصر ومدرسة للمدرسة، وقد درست لهولاء الطالبات الولادة والتطعيم والأربطة وبعض الدروس في علاج الملاريا والصيدلة، كما أنها قامت بإعطائهن برنامج أولي في اللغة الفرنسية وكانت نتيجة هذا التعليم أكثر من مرضية.
المستشفى الأهلي
وكانت حالات الولادة بجناح الولادة بمستشفى أبى زعبل محدودة وقليلة التدريب العملي الكافي على أعمال الولادة للطالبات، فنقلت المدرسة إلى جناح الحريم بالمستشفى الأهلي الذي فتح في ميدان الأزبكية بالقاهرة، وأعطيت الأولوية لليتيمات وبنات الجنود للالتحاق بالمدرسة مع مراعاة أن تكون هناك نسبه من الطالبات من مدينة القاهرة وأيضا من المديريات الأخرى.
وصل عدد الملتحقات بهذه المدرسة إلى 100 تلميذة منهن 20 تلميذة من القاهرة والأخريات من بقية التقسيمات بمصر، وقد كانت الحكومة توفر للطالبات الغذاء والملابس والسكن بجانب منحهن مصروف شهري.
زواج الخريجات
ومن المعلومات الطريفة أن مجلس الأطباء قرر أن خريجات مدرسة الولادة يجب أن يتزوجوا فور تخرجهم من المدرسة، ويجب على مدير المدرسة إعداد كشف بأسماء سبعة من الخريجات في سن الزواج وتتخذ إجراءات زواجهن من مفتشي الصحة بمدينة القاهرة ويمنحن لقب ملازم ثان على حساب الحكومة.