هل وصل العنف في الجيش الروماني إلى درجة الإبادة؟

أميرة جادو
كان القادة الرومان يؤمنون بأن أفضل وسيلة لضمان الانضباط داخل صفوف الجيش هي استخدام أساليب قاسية ووحشية، تترك الناجين في حالة من الرعب المستمر. فقد كانت آلة الحرب الرومانية تعتمد على الانضباط الصارم، وكان الحفاظ على تماسك الجيش يتطلب فرض عقوبات قاسية، لا سيما في مواجهة الجرائم الجسيمة مثل الفرار من المعركة أو التمرد، حيث كانت العقوبة الأكثر شيوعًا هي الإعدام.
الإعدام للحفاظ على النظام
مثل الجبن والعصيان والفرار من الخدمة العسكرية والتمرد أخطر الجرائم التي واجهت الجنود الرومان، وكانت عقوبتها الإعدام. لم يكن هذا العقاب مجرد وسيلة للتخلص من المخالفين، بل كان يهدف إلى بث الرعب في قلوب بقية الجنود وضمان التزامهم الصارم بالقواعد العسكرية، حيث كان التهديد بالموت حاضرًا في كل لحظة، بغض النظر عن رتبة الجندي أو دوره في الجريمة، وفقًا لما ورد في موقع “هيستوري إكسترا”.
قصة أقدم مجازر الجيش الروماني
أحد أقدم الأمثلة المعروفة على الإبادة الجماعية في الجيش الروماني يعود إلى عام 471 قبل الميلاد، كما وثق المؤرخ الروماني ليفي. في ذلك الوقت، انسحب جيش روماني بقيادة القنصل أبيوس كلوديوس سابينوس إنريجلينسيس من ساحة المعركة، الأمر الذي أثار غضبه بشدة. فأمر بجلد أول جندي فر من القتال قبل أن يقطع رأسه، ثم فرض عقوبة “الإعدام العشري”، حيث أجبر الجنود على قتل واحد من كل عشرة رجال في وحداتهم، ليكون ذلك عبرة للباقين.
ورغم فاعلية هذا الأسلوب في ترهيب الجنود وضمان الالتزام بالأوامر، يؤكد المؤرخ ليفي أن هذه العقوبات الوحشية لم تكن ممارسة شائعة في الجيش الروماني، بل تم اللجوء إليها في الحالات القصوى لضمان عدم تكرار التمرد أو الفرار من ساحات القتال.