تاريخ ومزارات

سر علاقة المصريون القدماء بالكلاب.. هل اعتنوا بالحيوانات الأليفة وقدموها قرابين؟

أميرة جادو

تعتبر الحضارة المصرية القديمة من أكثر الحضارات غموضًا، فهي لم تكشف كل أسرارها بعد، حيث تكشف الدراسات الحديثة أبعادًا جديدة ومذهلة عنها، ومن بين هذه الأبعاد كل ما يتعلق بعملية “الدفن والتحنيط”، فلم تقتصر دفناتهم على الإنسان فقط، بل كان للحيوان نصيب، حيث تمتع المصريون القدماء بعلاقة وثيقة مع الحيوانات، إذ سجلوا وجودها في نقوشهم وأوراق بردياتهم، موثقين أنواعًا متعددة تشمل القطط والكلاب وأفراس النهر والطيور والزواحف والأسماك، مما يعكس ارتباطهم العميق بهذا العالم الطبيعي.

الكلاب في مصر القديمة

في مصر القديمة، ارتبطت الكلاب بالمعبودات، حيث صورت بعض الآلهة برؤوس تشبه الكلاب أو ابن آوى، ومن أبرزها أنوبيس، المعبود الذي يرشد الأرواح إلى الحياة الآخرة. تظهر لوحات المقابر الكلاب بوضوح، مثل لوحة في مقبرة توت عنخ آمون، التي تظهر الفرعون أثناء الصيد برفقة كلبه.

الكلاب كحيوانات أليفة مقدسة

وفقًا لمجلة ناشيونال جيوغرافيك، كان المصريون القدماء من جميع الطبقات الاجتماعية، بما في ذلك العائلة المالكة، يحتفظون بالكلاب كحيوانات أليفة. عند وفاة أحد الكلاب، كانت العائلة تقوم بتحنيطه ودفنه في مقابرها، إيمانًا بلقائه مجددًا في الحياة الآخرة. في تلك الفترة، كانت الأسرة تعيش حالة من الحزن، يعبرون عنها بحلق حواجبهم كعلامة على الأسى.

تركزت عبادة أنوبيس في مدينة ساكا بصعيد مصر، حيث كانت الكلاب الضالة تجوب بحرية في شوارع المدينة ومعبد أنوبيس. كان قتل الكلاب جريمة كبرى تعاقب بشدة، باستثناء الحالات التي كانت تتم بغرض التضحية لأنوبيس، حيث كان ذلك مقبولًا في إطار الطقوس الدينية.

أهمية الكلاب في حياة المصريين القدماء

تكشف هذه العادات والممارسات عن التقدير الكبير الذي أظهره المصريون القدماء للكلاب. سواء كحيوانات أليفة أو كجزء من ممارساتهم الدينية، مما يعكس تأثيرها العميق على ثقافتهم وحياتهم اليومية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى