تعرف على أسوأ قائد عسكري في التاريخ.. خسر 700 ألف جندي بأشهر بسبب خططه
أميرة جادو
شهدت القارة الأوروبية في 28 يوليو 1914 بداية الحرب العالمية الأولى، وذلك بعد إعلان إمبراطورية النمسا – المجر الحرب على صربيا، مما أدى إلى تفعيل سياسة التحالفات التي ساهمت في توسيع الخلافات إلى مناطق عدة من القارة، وفي البداية، كان الجميع يعتقد أن النزاع لن يستمر طويلاً، وأنه سينتهي مع حلول فترة عيد الميلاد.
أسوأ قائد عسكري
وعلى الرغم من تفاقم حدة المعارك والمواجهات، حيث تركزت الحرب في الخنادق التي حفرت عبر مئات الآلاف من الكيلومترات. وبعد مؤتمر شانتلي (Chantilly) في الفترة بين 6 و8 ديسمبر 1915. اتجه الحلفاء إلى وضع خطط لتنسيق هجمات ضد مواقع الإمبراطوريات الوسطى على أمل تحويل مجرى الحرب لصالحهم. إلا أن هذه الهجمات باءت بالفشل التام وأسفرت عن سقوط أعداد هائلة من القتلى بسبب الاستراتيجيات التي تبناها المارشال البريطاني دوغلاس هيج.
توجهات القائد هيج
وأثناء الحرب العالمية الأولى، فشل الكثير من القادة العسكريين من كلا الأطراف في تحقيق نتائج إيجابية على أرض المعركة. ما أدى إلى خسائر بشرية ضخمة. كان تقدم التكنولوجيا العسكرية وتغيرها السريع. علاوة على تطور الصناعات الحربية. من العوامل التي جعلت الكثير من القادة العسكريين يواجهون صعوبة في مواكبة هذه التطورات وتحديد تأثيرها على سير المعارك.
ومن بين هؤلاء القادة، كان المارشال البريطاني دوغلاس هيج، الذي تجاهل تأثير المدافع الرشاشة الحديثة واعتقد أن هذه الأسلحة لن تكون قادرة على قتل جميع جنوده. بل صرح بأن سقوط بعض القتلى كان أمرًا حتميًا مقابل بلوغ الخنادق الألمانية وتحقيق النصر.
خسائر بشرية هائلة
في 1 سبتمبر 1916، أمر دوغلاس هيجقواته بالتقدم عبر الجبهة في معركة السوم (Somme) الأولى. وبمجرد بدء الهجوم، سقط أكثر من 20 ألف جندي بريطاني تحت وطأة طلقات المدافع الرشاشة الألمانية. ورغم هذه الخسائر الفادحة. رفض هيغ تعديل تكتيكاته، واستمر في إرسال جنوده إلى مواقع العدو معتقدًا أن هذا التقدم عبر الجبهة سيساهم في قلب دفة الحرب لصالحه. في معركة السوم، خسر البريطانيون حوالي 420 ألف جندي بين قتيل وجريح نتيجة للتكتيكات غير المجدية التي تبناها هيغ.
استمرار الخسائر في معركة باشنديل
وعقب مرور أشهر، استمر دوغلاس هيج في اعتماد نفس الأسلوب الهجومي في معركة باشنديل (Passchendaele) التي وقعت بين 31 يوليو ومطلع نوفمبر 1917، مما أدى إلى سقوط 275 ألف جندي بريطاني بين قتيل وجريح. وقد أثرت هذه الخسائر الفادحة بشكل كبير على معنويات الجيش البريطاني، وأصبح الجنود يخشون أن يكونوا تحت قيادة المارشال هيج.
الغضب الشعبي من تكتيكات هيج
والجدير بالذكر أن تكتيكات دوغلاس هيج أثارت موجة من الغضب في الشارع البريطاني، حيث شعر الناس بالاستياء من إرسال أبنائهم إلى الموت المحقق. وجعلهم فريسة سهلة للمدافع الرشاشة الألمانية. كما وصف الكثيرون خطط هيج بأنها فاشلة وغير فعّالة، لافتيين إلى شجاعة الجنود البريطانيين التي لم تكن كافية لتغيير النتيجة في ظل القيادة غير الحكيمة. وقد أصبحت العبارة “الأسود التي يقودها حمار” مرتبطة بالمارشال هيج. مما ساهم في اكتسابه سمعة سيئة كأحد أسوأ القادة العسكريين في التاريخ.