معركة حاسمة في تاريخ الفتح: حصار دمشق والمفاجآت التي غيرت مجرى الحرب
في لحظات حاسمة من تاريخ الفتوحات الإسلامية، عزم القائد أبو عبيدة بن الجراح على بدء حصار دمشق. بعد أن تجمعت قوى الروم في مدينة فحل بفلسطين. وهو في موقف حرج بين أمرين. كما تلقى أبو عبيدة رسالة من الخليفة عمر بن الخطاب، يأمره بالبدء بحصار دمشق، باعتبارها حصن الشام وقلب مملكة الروم، مع تأكيده على ضرورة إلهاء الروم في فحل من خلال إرسال فرسان يواجهونهم هناك.
حصار دمشق
سار أبو عبيدة مع قواته من مرج الصفر، وجعل من خالد بن الوليد قائدًا على قلب الجيش. وعمرو بن العاص في الميمنة، بينما تولى عياض بن غنم قيادة الخيل. بدأ الحصار على دمشق الذي استمر لفترات طويلة، منها أكثر من 70 ليلة. وقد بلغ أوج صعوبته مع دخول فصل الشتاء. مما زاد من معاناة المجاهدين بسبب البرد القارس.
حدث أمر عجيب في تلك الأثناء، إذ ولد مولود لبطريق دمشق. فقام بتحضير الطعام والشراب للجنود مما أضاف حالة من الارتباك للمعركة. لكن المسلمون بقيادة خالد بن الوليد صمموا على المضي قدماً. استعملوا السلاليم المصنوعة من الحبال للوصول إلى السور، ورفعوا أصواتهم بالتكبير. وعندما وصلوا إلى السور، بدأوا بمهاجمة الجنود الرومانيين في الداخل، وتمكنوا من فتح الباب بالقوة، حيث كان خالد يقتل كل من يراه من الجنود الروم، ما جعل القادة الرومانيين يعترضون قائلين إن المسلمين قد أمنوا. لكن خالد رد قائلاً: “لقد فتحتها عنوة.”
تباينت الآراء بين الصحابة حول ما إذا كانت دمشق قد ف\تحت صلحًا أو عنوة، إلا أن المشاورات بين القادة انتهت على أن نصف المدينة قد فُتحت صلحًا والنصف الآخر عنوة، مما أتاح للمسلمين السيطرة على المدينة.
و في هذا الصدد أوضح الباحث في التاريخ عبدالفتاح مازدي، أن أبو عبيدة وجه في معركة فحل، قواته بقيادة خالد بن الوليد في المقدمة، حيث كانت المعركة شديدة بين المسلمين والروم. كما سعى الروم لليلة مباغتة المسلمين، لكنهم فوجئوا بالرد السريع للمجاهدين الذين هزموا جيش الروم بقيادة سقلاب ابن مخراق. انتهت المعركة بهزيمة الروم، وسجلت هزيمتهم التاريخية نتيجة تحرك المسلمين في وقت مفاجئ، حيث طاردوهم حتى تراجعوا إلى الأراضي المحيطة.