ألفريد راسل والاس: العالم الطبيعي الذي ساهم في نظرية التطور
أسماء صبحي
كان ألفريد راسل والاس عالمًا طبيعيًا ومستكشفًا بريطانيًا، اشتهر بمساهماته المستقلة في تطوير نظرية التطور عبر الانتقاء الطبيعي، بالتوازي مع تشارلز داروين. وبدأ والاس حياته المهنية كمساح أراضٍ، مما أثار اهتمامه بالطبيعة والأنواع الحية. كما قادته رحلاته الاستكشافية إلى مناطق نائية في أمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا. حيث جمع عينات نباتية وحيوانية، ولاحظ التنوع البيولوجي والاختلافات بين الأنواع.
نظرية ألفريد راسل والاس عن التطور
في عام 1858، بينما كان والاس في جزر الملوك (مالوكو) بإندونيسيا، كتب مقالًا يوضح فيه نظريته حول التطور عبر الانتقاء الطبيعي. وأرسل هذا المقال إلى داروين، الذي كان يعمل على نفس النظرية منذ سنوات. وأدى ذلك إلى نشر مشترك لأعمالهما في نفس العام، مما ساهم في تعزيز قبول فكرة التطور في المجتمع العلمي.
على الرغم من أن داروين نال الشهرة الأكبر، إلا أن والاس قدم إسهامات مهمة في مجالات أخرى، مثل علم الجغرافيا الحيوية، حيث يعتبر “أب الجغرافيا الحيوية”. كما كان ناشطًا في القضايا الاجتماعية، ودافع عن العدالة الاجتماعية وحقوق الشعوب الأصلية.
ويقول الدكتور جون فان واي، أستاذ التاريخ الطبيعي بجامعة كامبريدج، إن والاس كان عالمًا فذًا. ورؤيته المستقلة لنظرية التطور تظهر مدى عمق ملاحظاته وفهمه للطبيعة.
إسهامات أخرى
بالإضافة إلى أعماله في نظرية التطور، ساهم ألفريد راسل والاس في تطوير فهمنا للأنواع الحيوانية والنباتية، خاصة في المناطق الاستوائية. ومن أشهر إنجازاته في هذا المجال تحديده لخط “والاس”، وهو خط جغرافي يفصل بين المناطق التي تحتوي على أنواع آسيوية وتلك التي تحتوي على أنواع أسترالية. كما فتحت هذه الملاحظات الباب أمام دراسات لاحقة حول تنوع الحياة وتوزيع الكائنات الحية عالميًا.
كان والاس أيضًا من أوائل العلماء الذين أثاروا القضايا البيئية. وأعرب في كتاباته عن قلقه بشأن تأثير النشاط البشري على البيئة، مشيرًا إلى مخاطر إزالة الغابات والصيد الجائر. كما كانت آراؤه البيئية استباقية لعصره، وتعتبر من أولى الدعوات للحفاظ على الطبيعة والتنوع البيولوجي. مما يجعله واحدًا من أوائل دعاة البيئة في التاريخ الحديث.
على المستوى الشخصي، كان والاس يتميز بتواضعه وشغفه المستمر بالعلم والمعرفة. ورغم قلة الموارد المالية التي عانى منها خلال حياته، استمر في العمل العلمي والبحث، مما يعكس إخلاصه لقضية العلم وخدمة البشرية. واليوم، يُكرم والاس باعتباره شخصية علمية استثنائية من خلال العديد من الجوائز والأوسمة التي تمنح باسمه في مجالات العلوم الطبيعية.