«اللي بنى مصر».. تاريخ حرفة «الحلواني» في العصرين المملوكي والعثماني
أميرة جادو
تعددت الحرف المرتبطة بالغذاء في مصر عامة، ومن هذه الحرف التي كانت موجودة داخل هذا الحي وترجع إلى العصر المملوكي والعثماني حرفة الحلوانية.
يقال “اللي بنى مصر حلواني”، شيد الحلواني “بوابة الحلواني” في القاهرة وبداخل حاراتها وشوارعها وأزقتها ودروبها كانت هناك الكثير من حوانيت الحلوانية.
في العصر المملوكي
كانت هذه الحرفة تمارس داخل حوانيت أو قاعات مخصصة لهذا الغرض، فقد ذكرت لنا الوثيقة 282/ دار الوثائق، إن قاعة حلاوة كانت موجودة داخل سويقة بني الوفا، ولم تعطنا هذه الوثيقة وصفاً يذكر لهذه القاعة، إلا ذكر اسمها فقط.
وقد حظيت صناعة الحلوى في مصر الإسلامية باهتمام بالغ، حيث خصص لها سوق عرف باسم “سوق الحلاونيين”.
حيث أعد لبيع ما يتخذ من السكر حلوى، وقد كانت هذه القاعة مخصصة لصناعة الحلوى التي كان يدخل في صناعتها السكر والزيت، والذي كان وجودهما متوفراً داخل هذا الحي، مما أدى على وجود مثل هذه الحرفة.
في العصر العثماني
وقد استمرت هذه الحرفة في العصر العثماني حيث وجد لهم درب عرف باسم “درب الحلوانية”. وهذا يؤكد لنا انتشار هذه الحرفة وشيوعها في ذلك العصر.
وتعددت أنواع الحلوى، حيث ذكرت كتب “الحسبة” عدة أنواع من الحلوى بلغت 62 نوعاً.
ومن المحتمل أن صناعتها قد تم توارثها من أبناء الحرفة في العصر المملوكي واستمرت في العصر العثماني.
كما خضعت هذه الحرفة لرقابة المحتسب المشددة، حيث كان ينهى صانع الحلوى عن الغش بأي وسيلة من الوسائل.
وكان يشترط على قلايين الزلابية أن تكون مقلى الزلابية من النحاس الأحمر الجيد.
وأن يكون الدقيق من أجود ما يكون وألا يشرع الصانع في قليها قبل أن تتخمر العجينة.
ويمكن أن يرجع سبب صنع هذا النوع من الحلوى إلى توفر المواد اللازمة لهذه الصناعة داخل الحي.
المصدر:
كتاب “أحياء القاهرة القديمة وآثارها الإسلامية” (حي باب البحر، ص 131- 132) للكاتب محمد الجهيني.