المدينة الغارقة بالإسكندرية.. هل مقبرة كليوباترا تحت الماء؟
أميرة جادو
صرح الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، أن هناك احتمال كبير بأن تكون مقبرة كليوباترا تحت مياه الإسكندرية، بجانب قصرها الغارق، وجاءت هذه التصريحات ردًا على مزاعم عالمة آثار أجنبية بأن المقبرة موجودة في معبد تابوزيريس ماجنا بالإسكندرية، في هذا السياق، نستعرض أهم الاكتشافات الأثرية التي وجدت تحت المياه في مصر.
مدينة غارقة تكشف أسرارها
في منطقة أبو قير بالإسكندرية، اكتشف علماء الآثار مدينة غارقة في أعماق البحر. كما بدأت القصة عندما لاحظ غواصون وجهًا يبرز من المياه العميقة، ما دفع لاستدعاء عالم آثار فرنسي قام بالكشف عن مدينة كاملة مغمورة على عمق يزيد عن 6 كيلومترات تحت سطح البحر.
ميناء ثونيس الأسطوري
كما أن المدينة الغارقة شيدت فوق مدينة “ثونيس” القديمة، التي كانت ميناءً حيويًا في مصر القديمة على البحر المتوسط. وخلال التنقيب، عثر داخلها على:
- 64 سفينة غارقة.
- 700 مرساة.
- عملات بطلمية نادرة.
- تماثيل بارتفاع 16 قدمًا.
- توابيت استخدمت كقرابين.
كنوز المدينة الغارقة
تضم المدينة المكتشفة العديد من القطع الأثرية الثمينة التي تسلط الضوء على حقبة البطالمة في مصر، ومنها:
- مجوهرات ذهبية تعكس الحرفية الرفيعة.
- معبد هرقليون الكبير، الذي كان مخصصًا لعبادة الإله “آمون” والإله “خونسو”.
- سفن خشبية قديمة.
- تماثيل آلهة وملوك بطلمية.
- أوانٍ ومجوهرات ملكية تظهر الثراء والتطور الثقافي لتلك الحقبة.
كشف أثري يثير الجدل
كما سلط موقع ديلي ميل البريطاني الضوء على جهود عالمة الآثار كاثلين مارتينيز، من جمهورية الدومينيكان، التي كرست قرابة عقدين من الزمن للبحث عن مقبرة كليوباترا السابعة المفقودة. كما يعتقد أن هذا الموقع قد يكون المكان الأخير لراحة الملكة التي حكمت مصر بين عامي 51 و30 قبل الميلاد.
اكتشاف تمثال محتمل للملكة كليوباترا
تمكنت مارتينيز وفريقها من العثور على تمثال رخامي أبيض يعتقد أنه يصور الوجه الحقيقي لكليوباترا. يتميز التمثال، الذي يظهر كجزء من الرأس فقط، بملامح دقيقة لامرأة ذات أنف صغير، شفتين ممتلئتين، وشعر مضفر حول الرأس. إلى جانب التمثال، اكتشفت 337 عملة معدنية تحمل صورة كليوباترا، إضافة إلى مجموعة من الفخار ومصابيح الزيت والتماثيل، وذلك في معبد تابوزيريس ماجنا.
لغز النفق السري تحت الأرض
تعتقد مارتينيز أن قبر كليوباترا قد يكون مخبأً في مكان ما بين أنقاض المعبد. اللافت أن الموقع يضم نفقًا طوله 4281 قدمًا وعمقه 43 قدمًا تحت الأرض. وفقًا لنظريتها، قد يكون جسد الملكة قد نقل عبر هذا النفق من قصرها الملكي إلى مكان دفن سري داخل المعبد.
اختلافات علمية وآراء متباينة
على الرغم من هذه الاكتشافات المثيرة، لا تزال نظرية مارتينيز بشأن موقع دفن كليوباترا محل جدل. يعتقد بعض علماء الآثار أن الملكة دفنت داخل مدينة الإسكندرية نفسها، وليس في معبد تابوزيريس ماجنا الذي يبعد حوالي 25 ميلاً عن المدينة.
أهمية الاكتشافات في معبد تابوزيريس ماجنا
كما أشارت وزارة السياحة والآثار المصرية إلى أن هذه الاكتشافات تحمل أهمية كبيرة في تعزيز فهم الخبراء للثقافة والعمارة والاحتفالات في تلك الحقبة الزمنية.
اكتشافات أثرية بارزة
كما أن من بين الاكتشافات الأخرى المثيرة التي عُثر عليها في المعبد:
- تمثال نصفي من الحجر الجيري لملك يرتدي النيمس، غطاء الرأس الملكي التقليدي للفراعنة.
- تميمة على شكل خنفساء تحمل عبارة “لقد أشرق عدل رع”.
- خاتم برونزي مخصص للإلهة حتحور.
- مواقع دفن قديمة تعكس تفاصيل الطقوس الجنائزية في تلك الفترة.
والجدير بالذكر أن هذه الاكتشافات بمثابة نافذة جديدة على الحياة السياسية والدينية في العصر البطلمي، وتعيد إشعال الأمل في حل لغز مكان دفن واحدة من أعظم ملكات مصر. ومع استمرار الجدل بين العلماء، يبقى البحث عن مقبرة كليوباترا أحد أكثر الألغاز الأثرية إثارةً للتساؤلات.