“إيزيس وأوزوريس” أسطورة الحب والبعث في مصر القديمة
كتبت شيماء طه
تُعد أسطورة إيزيس وأوزوريس من أبرز الأساطير في الأدب المصري القديم، حيث تروي قصة حب ملحمية تجمع بين الإلهة إيزيس وزوجها أوزوريس.
هذه الأسطورة ليست مجرد حكاية عن الحب والخيانة، بل هي انعكاس للمعتقدات المصرية القديمة حول البعث والخلود ودورة الحياة والموت.
وفقًا للأسطورة، كان أوزوريس ملكًا عادلًا حكم مصر ونشر الخير والنظام. لكن شقيقه ست، الذي رمز إلى الشر والاضطراب، شعر بالغيرة وقرر قتله.
قام ست بخداع أوزوريس ووضعه داخل تابوت محكم الإغلاق، ثم ألقى التابوت في نهر النيل، مما أدى إلى وفاة أوزوريس.
رحلة البحث عن أوزوريس
بدأت إيزيس، زوجة أوزوريس، رحلة طويلة للبحث عن جسده. أظهرت خلالها صبرًا وحبًا لا مثيل لهما.
وبعد العثور على الجسد، حاولت إحياءه بمساعدة الإله أنوبيس وبعض الآلهة الأخرى. لكن ست لم يتوقف، حيث قطع جسد أوزوريس إلى 14 جزءًا ووزعها في أنحاء مصر.
إعادة البعث
لم تستسلم إيزيس، فجمعت أجزاء جسد زوجها بمساعدة أختها نفتيس ، وبفضل سحرها القوي، أعادت الحياة إلى أوزوريس لفترة قصيرة ليُنجبا ابنهما حورس.
أصبح حورس رمزًا للنضال من أجل العدالة، حيث خاض معارك ضارية ضد عمه ست لاستعادة عرش أبيه.
الدلالات والرمزية
تحمل أسطورة إيزيس وأوزوريس دلالات عميقة :
البعث والخلود : ارتبط أوزوريس بالعالم الآخر وأصبح رمزًا للحياة بعد الموت.
القوة الأنثوية : تجسد إيزيس دور المرأة القوية، التي تجمع بين الحب والتضحية والقدرة على التغيير.
العدالة : يرمز صراع حورس وست إلى انتصار الخير على الشر والعدل على الفوضى.
تأثير الأسطورة في الأدب والدين
لعبت هذه الأسطورة دورًا محوريًا في الدين المصري القديم، حيث ارتبط أوزوريس بالتحنيط وعالم الموتى، وأصبحت إيزيس رمزًا للأمومة والسحر والحماية.
إنعكس تأثيرها في النصوص الجنائزية، مثل “كتاب الموتى”، وفي الطقوس الدينية، خاصة تلك المرتبطة بدورة الفصول والزراعة.
تُعد أسطورة إيزيس وأوزوريس نموذجًا أدبيًا خالدًا يجسد القيم الإنسانية العظيمة مثل الحب، التضحية، والعدالة