سلم بن عمرو: الشاعر الذي تحول إلى رمز للخسارة
سلم بن عمرو هو أحد الشعراء البارزين في العصر العباسي، الذي ترك بصمة لا تنسى في عالم الشعر العربي. كان مولى لبني تيم بن مرة ثم انتسب إلى أبي بكر الصديق. ورغم شهرته في الأدب العربي، إلا أن لقب “الخاسر” الذي لحق به كان محط جدل، ويمثل أحد جوانب قصته المثيرة.
من هو سلم بن عمرو:
كما يقال أنه سمي بـ “الخاسر” بسبب فعل غريب قام به في بداية حياته. فقد ورث عن والده مصحفاً ثم باعه ليشتري بثمنه طنبوراً، وهو ما أثار دهشة من حوله. وعندما سئل عن سبب فعلته، قال: “ما تقرب أحد إلى إبليس بمثل ما تقربت إليه، فإني أقررت عينه”. على الرغم من ذلك، هناك رواية أخرى تقول إن السبب وراء لقبه يعود إلى أنه صرف ثروته على الأدب والشعر بدلاً من الاستثمار في أمور مادية، فاعتبره البعض خاسراً.
كان شاعراً متميزاً، وصف بأنه مطبوع في شعره، أي أنه لم يكن يتكلف في صياغته بل كان شعراً طبيعياً وأنيقاً. كان تلميذاً لبشار بن برد، وأخذ منه الكثير من أسلوبه، حتى أنه جدد أحد أبيات بشار الشهيرة وأضاف عليه إبداعاً، وهو البيت الذي قال فيه: “من راقب الناس لم يظفر بحاجته”، ليحوله إلى: “من راقب الناس مات غماً وفاز باللذة الجسور”. وهذا التعديل أذهل بشار بن برد وجعله يعترف بأن سلم قد سبق عليه.
وفي هذا الصدد قال الدكتور أحمد عبدالحي أستاذ الأدب بجامعة القاهرة، أن سلم بن عمرو كان يفضل كتابة الشعر الذي يعبر عن الروائع والمبدع في مختلف الفنون الشعرية. ولكن رغم معجبيه، لم يكن شعره يلقى دائمًا نفس التقدير الذي حظي به شعر بشار بن برد. ورغم تأثيره البالغ في محيطه الأدبي، استمر سلم في البقاء في ظل الشعراء الكبار الذين أثّروا في الأدب العباسي بشكل كبير.