تاريخ ومزارات

لن تصدق.. كيف تم علاج التهاب العين وحالات الإجهاض في الحضارة المصرية القديمة؟

مازال المصري القديم يبهر العالم بتقدمها، حيث اكتشف أن المنتجات الحيوانية المستخدمة كعقاقير طبية ليس ابتكارًا حديثًا، بل يعود تاريخه إلى العصور القديمة، حيث لجأ البشر، منذ بدء الخليقة، إلى الطبيعة لعلاج أمراضه، بما في ذلك الاستفادة من أعضاء الحيوانات، كما كان هذا الطب الفطري مزيجًا من الملاحظة العلمية والخبرة العملية، ما أدى إلى اكتشاف فوائد علاجية مدهشة لبعض المواد الحيوانية مثل الكبد، المرارة، الشمع، وأنواع الدهنيات، وتمثل الحضارة المصرية القديمة إحدى أروع الأمثلة على هذا النوع من الطب المبكر.

العقاقير الحيوانية في مصر القديمة

والجدير بالإشارة أن المصريون القدماء استخدموا أنواعًا عديدة من الدهنيات والعقاقير الحيوانية التي أثبتت فاعليتها. وفقًا للبرديات الفرعونية، كان الكبد يُستخدم بطرق متنوعة؛ نيئًا، مشويًا، مجففًا، وحتى مسحوقًا. استخدم كعلاج موضعي للعيون على هيئة مرهم أو قطرة جافة.

ومن المثير للدهشة هو الدقة التي اتسمت بها ملاحظات المصريين القدماء؛ فقد أدركوا أن الكبد له فوائد عظيمة في علاج مشكلات العين وحالات الإجهاض. المثير للإعجاب أن هذه الملاحظات تتفق تمامًا مع ما أكده العلم الحديث، حيث أن الكبد يعتبر مصدرًا غنيًا بفيتامين A، الذي يلعب دورًا حيويًا في صحة العيون والجسم عمومًا.

علاج مشكلات الإجهاض والعيون

ووفقًا لما ذكره الكاتب “سليم حسن”، في موسوعة مصر القديمة. فأن المصريون اكتشفوا أن الكبد يظل فعّالًا طبيًا حتى بعد تعرضه لدرجات حرارة مرتفعة. كما استخدموه لعلاج الإجهاض. وهو أمر لم يكن قائمًا على الصدفة، بل نتيجة مراقبة دقيقة للتأثيرات البيولوجية للكبد.

كما أكد الطب الحديث، أن نقص فيتامين A يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مثل الإعشاء الليلي (عدم الإبصار ليلاً)، وهو مرض ذكر في المراجع القديمة للطب الصيني والعربي والمصري.

وأثبتت “الدراسات” أن الكبد، سواء كان نيئًا أو مطبوخًا. يحتوي على نسبة عالية من هذا الفيتامين. على سبيل المثال، يحتوي 100 جرام من كبد الثور على حوالي 15000 وحدة من فيتامين A، مما يجعله مصدرًا أساسيًا لتعويض هذا النقص.

علاقة الكبد بالدورة النسائية

واستخدام الكبد في علاج الإجهاض في الحضارة المصرية القديمة ليس مجرد مصادفة. بل اعتمد على فهم عميق للعلاقة بين التغذية وتكوين البويضات والدورة النسائية. لاحقًا، أكد العالم أليفانس ويشوب عام 1922 أن هناك ارتباطًا مباشرًا بين نقص بعض العناصر الغذائية وحالات الإجهاض، مما يبرز عبقرية المصريين القدماء في استيعاب هذه العلاقة.

والجدير بالذكر أن المصريين القدماء أظهروا فهمًا استثنائيًا للطب الحيوي. حيث لم يكن استخدام العقاقير الحيوانية قائمًا على الخرافة، بل كان نتاج دراسة دقيقة وملاحظات علمية. هذه الممارسات. التي أثبت العلم الحديث صحتها، تعكس براعة أطباء تلك الحضارة وعمق معرفتهم، مما يجعلنا نعيد النظر في أهمية التراث الطبي القديم وأثره على الطب الحديث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى