عادات و تقاليد

كل ما تريد معرفته عن البشعة.. طريقة البدو لكشف الكذب

أميرة جادو

نشأت العديد من التقاليد الفريدة لأهالي البدو والصحراء، بعضها يبدو غريبًا والبعض الآخر غامضًا، ومن بين هذه التقاليد القديمة يوجد تقليد يُعرف بـ “البشعة”، والذي ظهر كحل للنزاعات التي تزعج حياة البدو، كانت تستخدم بشكل خاص لحسم الأمور المتنازع عليها، وخاصة في قضايا مثل السرقة والشرف، فما هي البشعة وأنواعها؟

ما هي البشعة؟

هي واحدة من أقدم وأغرب التقاليد البدوية التي كانت تُستخدم لحسم النزاعات، يتم اللجوء إليها للكشف عن الحقيقة، وذلك من خلال تسخين قطعة معدنية (عبارة عن ملعقة أو قضيب حديدي) على النار حتى تصبح حمراء اللون، ثم يُطلب من الشخص المتهم بلعق هذه القطعة الساخنة بلسانه، إذا ظهرت على لسانه علامات حروق، يعتبر مذنبًا، أما إذا لم تظهر أي آثار، فيُعد بريئًا.

أنواع البشعة

وهناك ثلاثة بشع رئيسية عند قبائل بلاد بئر السبع بفلسطين وفى سيناء والشرقية بمصر وجنوب الأردن وشمال الحجاز بشبة الجزيرة العربية، وهى:

1- بشعة العيادي
وهى محصورة في عائلة أبو عويمر من المحاسنة من السلاطنة من قبيلة العيايدة في سيناء، ومقرها اليوم في الإسماعيلية.

2- بشعة الدِّبِرْ:
وهى محصورة في الدّبُور من العمران من قبيلة الحويطات في جنوبي الأردن (العقبة)، وقد انتهت هذه البشعة فعلياً عام 1976م، بموت أخر مبشع وهو على بن مساعد الدبر، وإلغاء قوانين الإشراف على البدو.

3- بشعة العلى (بلى):
وهى محصورة في عائلة العلى من القواعين من مخلد من قبيلة بلى الحجاز (وليس بلى سيناء)، ومقرها شمال غرب الحجاز، وقد انتهت كما بشعة الدبر ولم تبقى إلا بشعة العيادي.

جلسة البشعة

يحضر الجلسة العديد من الأشخاص، وهم

  • (العَدّف): وهو من يحدد المبشع الذى سيذهب إليه الطرفان، حيث يستثنى كل طرف مبشع، والمتبقي هو من يذهبان إليه.
  • (مبشع): المكلف بفرض حكم القضاة العرفيين، ويدخل في حكم القضاة عندهم آل الخبرة، وهم:
  • المَسْوَق: وهو الخبير بالإبل وأسنانها، فتسلَّم على يده غرامات الإبل.
    أهل القطاعات: وهم آل الخبرة بالزرع والأراضي الزراعية، ويحكمون في القضايا التي تتعلق بهذه الأراضي.
  • وأهل العرائش: وهم آل الخبرة بالنخيل، ويحكمون في القضايا التي تختص بالنخيل.
  • قصاصو الأثر: وهم آل خبرة في قص الأثر، وهم في بلاد الطور مزينة والقرارشة، وفي بلاد نخل الحويطات السلالمة، وفي بلاد العريش عرب بلي.
  • لحَّاسة الختوم: وهم المشايخ المعينون من قبل الحكومة ويتناولون رواتبها، ولهم القضاء في المسائل التي تتعلق بالحكومة ورجالها، خصوصًا في ما يتعلق بأجر الجمال وحقوق القبائل فيها ونحو ذلك، قالوا: وقد سُمُّوا لحاسة الختوم؛ لأن من عادتهم لحس أختامهم عند ختم وصولات رواتبهم.
  • الحسباء أو نقالة العلوم: وهم آل الخبرة في المسائل التي تتعلق بتقاليد العرب والعهود المقررة بينهم.
    (شهود): من أجل الاطلاع على مجريات ونتائج البشعة، وإخبار القاضي الذى رفعهما إلى المبشع بالنتيجة دونما تواطؤ أو كذب، وقد يكون الشهود هم الكفلاء.
  • (كفيلاً): ويكون من الطرافين، من طرف المدعى ويلتزم بمواصلة سلوك الحلول السلمية المتعارف عليها في حالة ثبتت التهمة على خصمه، مثل قبول الدية في حالة القتل، وكفيلاً للمدعى عليه يكفَّل عليه أن يرضخ للحقوق المترتبة عليه لخصمه في حالة ثبتت التهمة عليه، ولا يبدأ المبشع عمله إلا بعد أن يتكافل الفريقان.

إذا لم يحضر المدعي للمكلف في الموعد المحدد فإنه يعتبر مفلوجا (خاسراً)، وتعتبر التهمة الموجهة إليه صحيحة، أما الأسباب التي قد تمنع أحد الطرفين من المثول أمام محكمة إلزامية فهي نفس الأسباب التي تمنع مثولها أمام قضاة عاديين.

وإذا ما توفر لأحد الأطراف شهود أو بينات قوية قبل موعد البشعة يحق له المطالبة بإلغاء موعد البشعة ومداولة القضية من جديد لدى القاضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى