خبراء يضعون روشتة لحل أزمة الكهرباء والاستفادة من الطاقة الشمسية
أسماء صبحي
نظمت جمعية المهندسين المصرية بالتعاون مع المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي، ندوة تحت عنوان “تحديات توطين واستخدامات الطاقة الشمسية في مصر”، بحضور نخبة من المهندسين المصريين.
إنتاج الطاقة الشمسية
ومن جهته، أكد المهندس أسامة كمال، رئيس جمعية المهندسين المصرية ووزير البترول الأسبق، أن مصر تمتلك كافة المقومات اللازمة لتصبح قوة عظمى في مجال إنتاج الطاقة الشمسية. وأشار إلى أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للبلاد، إلى جانب المناخ المشمس على مدار العام، يمنحها القدرة على أن تكون مركزًا عالميًا للربط الكهربائي. وأوضح أن تمويل هذه الصناعة ليس التحدي الرئيسي، بل الحاجة إلى مستثمرين قادرين على تطويرها.
واضاف كمال، أن أحد التحديات التي تواجه توطين هذه الصناعة هو عدم مواكبة التكنولوجيا السريعة التطور في إنتاج الألواح الشمسية، مما يستدعي إنشاء مصانع قادرة على التكيف بسرعة. كما دعا إلى تقديم حوافز استثمارية وتشريعات محفزة لتعزيز الاستثمار في الطاقة الجديدة، وجعل مصر مركزًا إقليميًا لإنتاج وتجميع ألواح الطاقة الشمسية.
وشدد كمال على ضرورة أن تتيح الحكومة المجال للمستثمرين المحليين للعمل في هذا المجال دون منافسة. لتجنب الضغط على الموازنة العامة وتحميلها تكاليف إضافية.
اعتماد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
من جانبه، قال فاروق الحكيم، الأمين العام لجمعية المهندسين المصرية، إن العالم يتجه بسرعة نحو الطاقة المتجددة والنظيفة، وأن مصر يجب أن تسرع في اعتماد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وأوضح أن تعداد سكان مصر تجاوز 110 ملايين نسمة ويزداد سنويًا بنسبة تصل إلى 2%، مما يستدعي العمل بجدية على إيجاد مصادر طاقة فعالة ومتجددة.
أما الدكتور علاء رزق، رئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام الاجتماعي، فأشار إلى أن انقطاعات الكهرباء في مصر غالبًا ما تدفع إلى الحديث عن أهمية توطين صناعة الطاقة الشمسية واستخداماتها، ولكن هذا الحديث يتوقف مع تحسن الأوضاع. وأكد أن الطاقة الشمسية تمثل حلاً ممتازًا لمصر، داعيًا إلى تغيير النظرة التقليدية والبحث عن حلول دائمة في هذا المجال.
وشدد رزق على أهمية إثارة هذه القضية داخل جمعية المهندسين المصرية. مشيرًا إلى أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في اكتساب خبرات مهمة في مجال الطاقة المتجددة. سواء في إقامة المشروعات أو صيانة المعدات، مستشهداً بمشروع بنبان للطاقة الشمسية كدليل على ذلك.
التحول إلى الطاقة المتجددة
من ناحية أخرى، أشار الدكتور طارق وفيق، وزير الإسكان والمجتمعات العمرانية الأسبق وأستاذ التخطيط العمراني بجامعة القاهرة، إلى أن مصر وضعت استراتيجية طموحة للطاقة المتكاملة والمستدامة، تهدف إلى زيادة نسبة الطاقة النظيفة لتصل إلى 42% من إجمالي القدرة الكهربائية للشبكة القومية بحلول عام 2035. وأوضح أن هذه النسبة تشمل 22% من الخلايا الشمسية، و14% من طاقة الرياح، و4% من المركزات الشمسية، و2% من الطاقة المائية.
وطالب وفيق بضرورة توفير ضمانات عادلة عند التحول إلى الطاقة المتجددة، لتحقيق العدالة الاجتماعية في توزيعها، حتى يكون المواطن البسيط قادرًا على تحمل تكاليفها، مما يساهم في تجنب ظهور فجوة اجتماعية بين القادرين وغير القادرين في مصر.