حوارات و تقارير

قلعة نويبع آخر قلاع سيناء.. بُنيت في عهد أسرة محمد علي باشا

محمود حسن الشوربجي

تتربع قلعة نويبع فوق أرضية مرتفعة، وتحيط بها سلسلة من المشاهد البديعة، من خلفها قمم جبلية رائعة، وأمامها غابة من النخيل وشاطيء خليج العقبة، فضلا عن وجود مخيمات سياحية، وكذلك مساكن خاصة بقبيلة الترابين، وكانت تسمى لزمن غير قصير بـ “طابية نويبع”، وأصبحت اليوم تحمل اسم “قلعة نويبع” تيمناً بإسم المدينة التي تقع فيها التي اكتسبت اسمها من نبع مياه طبيعية في وادي وتير الظهير الصحراوي لمنطقة شط الترابين، حيث “نويبع” تصغير لكلمة “نبع” وقد أطلق عليها البدو “نويبعة” تصغير “نابعة”.

تقع قلعة نويبع في منطقة شاطئ الترابين والمشرفة على ساحل خليج العقبة، وتبعد عن المدينة نفسها بنحو 2 كم جنوباً وعن مدينة طابا بنحو 90 كم شمالاً، قيل عُرفت في القديم بـ “طابية نويبع” وهي قلعة صغيرة بُنيت في عهد السردارية المصرية في عام 1893م، وهي أحدث قلاع سيناء من حيث تاريخها وأصغرها مساحة ولكن أكثرها صلابة وقوة، وهي أحد القلاع التي شُيدت بالحجر الجرانيتي متين البناء.

كانت قلعة النويبع مخصصة كمركزاً للشرطة ممن هم معروفون بـ”الهجانة” لحفظ الأمن الداخلي للمدينة وشاطئها في ذلك الوقت، وكانت تتبع إدارياً مدينة نِخِل في وسط سيناء.

هذا وبحسب المصادر القديمة كانت للقلعة سور ومزاغل وباب كبير رئيسي لدخول الإبل إليها، وداخل السور بئر ماء مالح كان يستخدم للغسيل وسقي للإبل فقط، وبجانب القلعة مساكن من الحجر الصخري كانت سكناً لعائلات الشرطة وكلها أطلال الآن ولم يتبقى منها سوى المبنى الداخلي للقلعة.

وفي عام 2008م قامت بعثة مصرية للتنقيب في منطقة القلعة والوقوف على آثارها حيث اكتشفت البعثة مجموعتين من المباني السكنية مكونة من 6 وحدات، كانت خاصة بجنود قلعة نويبع التي بنيت في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، عام 1893 كمركز للبوليس من شرطة الهجانة، وحماية الأمن بالمنطقة، والمسجلة ضمن الآثار الإسلامية عام 1999م.

و بحسب البعثة، فإن المجموعة المكتشفة بنيت بالحجر الجرانيتي والحجر المرجاني، وهو حجر أكثر صلابة ومقاومة للأملاح ومتوفر على شواطئ سيناء، وتعد دليلاً على التفاعل بين الأثر والبيئة، كما استخدمت فلوق النخيل في تدعيم الأساسات، والمنطقة محاطة بالنخيل حتى الآن.

 

كما تم الكشف عن برج مبني بالحجر الجرانيتي على خليج العقبة في مواجهة القلعة، وهو يبعد عن قلعة نويبع 180م من الجهة الشرقية، ومبنى بالحجر الجرانيتي الأسود والوردي، وتبلغ المساحة الإجمالية لمنطقة البرج 7×5 م ويبعد 130 م عن حرم القلعة من الجهة الشرقية.

هذا ويسكن حول القلعة بدو قبيلة الترابين المعروفة الحامية للقلعة بعد توقف العمل بها منذ قرن من الزمان، وشمال القلعة سلسلة كبيرة من المنتجعات السياحية المطلة على خليج العقبة في منطقة تسمى شاطيء الترابين.

 

وبالرغم من أن القلعة تقع في نطاق مدينة نويبع السياحية ويأتي للمدينة زوارا شتى إلا أنها لا يوجد لها مواعيد للزيارة، كما أنها دائما مغلقة ولا يوجد بها تذاكر للدخول مثل باقي المواقع الأثرية الأخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى